لماذا دائمًا الإنسان في أي شيء يخص
الرزق، يكون دومًا تفكيره محدودًا، توقف قليلاً وأعد حساباتك ولا تجعل فهمك للرزق يتوقف عند حدود المادة ، واعلم أن أجمل الأرزاق سكينة الروح ، ونور العقل ، وصحة الجسد، وفي ذلك يؤكد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه «من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها ».. انظر هنا الأمر ليس بمال ولا أملاك، وإنما في راحة البال، في الأمن.
وهي أمور لا يمكن اختصارها في المال أبدًا لأنها أغلى من كل كنوز الدنيا كما بين النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضا:
كلما رأيت الخير.. أسرع الخطى إليهالأمن أولًا
وأكبر ما يدل على الأمن أولاً، وقبل أي شيء مهما كان، صحيح أن نبي الله إبراهيم عليه السلام دعا لأهل مكة بالرزق، لكنه أكد تحديدًا على الأمان، قال تعالى على لسانه: «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا» )إبراهيم: 35)، ثم بعد عدة دعوات أخرى، قال: «وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ» (إبراهيم: 37)، كأنه يقول الأمن أولا وقبل أي شيء، والدليل على ذلك أنه في الآية الأخرى، يروي الله عز وجل عنه أنه قال: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ» (البقرة: 126)، تمسك بالأمن أولا أيضًا.
أيضًا كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه أن يسألوا الله عز وجل الأمن، ثم العافية في الدنيا والآخرة، فعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قلت: "يا رسول الله علمني شيئًا أسأله الله"، فقال صلى الله عليه وسلم: «سل الله العافية» فمكثت أيامًا ثم جئت فقلت: "يا رسول الله، علمني شيئاً أسأله الله"، فقال لي: «يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة».
خير النعم
لذلك فإن أصحاب العقول الراشدة، يعلمون جيدًا أن أهم ما في هذه الحياة الدنيا، إنما هو الأمن والعافية والستر، وبالتأكيد رجاحة العقل، وليس المال في المطلق، وإلا لكان أنبياء الله عز وجل لم يسألوا الله عز وجل إلا المال، وهو ما لم يحدث، فجميعهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، كانوا دائمي السؤال عن العافية والأمان والستر، لذلك من توفر له قوت يومه وليلة، فكأنما ملك الدنيا وما فيها.. هكذا يكون حال المؤمن الفاهم الواعي ببواطن الأمور.