خطيب المسجد الحرام الدكتور فيصل غزازي وجه رسالة طمأنينة لعموم المسلمين مفادها التأكيد علي أن الوباء والضر الذي نزل علي عباده المؤمنين في هذه الأيام يعد من نعم الله علي عباده كي يلجأ لتوحيد والاقرار بكونه القاهر لعباده .
الدكتور عزازي أوضح خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن الله الباري جل جلاله خلق المخلوقات التي لا يحصيها إلا هو، وفضل بعضها على بعض من أماكن وأزمان، وأشخاص وأحوال، وسلط بعض مخلوقاته على بعض، وقهرها بها، وإليه المرجع والمآب.
ومضي الي القول : أن الله يستعتب عباده ويخوفهم بالآيات ليتعظوا ويعودوا إليه فعندما تأتي النذر وتدلهم الخطوب وتشتد الكروب تكون للعبد يقظة عجيبة وإفاقة عظيمة، حين يتبين له أنه قد بعد عن ربه وفرط في حقه، وأسرف على نفسه، وأنه بحاجة إلى رحمة مولاه، فيشتاق إلى سعادة ليس بعدها شقاء، فيرجع إلى رشده.
وتابع: ينبغي لهذه اليقظة أن تتبعها بصيرة ومحاسبة وتوبة، فالعاقل إذا ذكر تذكر، وإذا وعظ اتعظ، ويكون دائمًا مستشعرا نعمة الله عليه، وخائفًا مقامه فيستدفع البلاء بتقوى الله، ويستجلب رحمة الله تعالى بطاعته والتزام هداه، هكذا تداوم الغفلة باليقظة، فنعوذ بالله من رقدة الغافلين، ومن سكرة العامين، ومن إعراض المستكبرين.
لفتت الي ان الأمر العظيم في زمن الوباء والشدائد أن المؤمن يستشعر عظمة الخالق العظيم، ويتوكل على العزيز الرحيم، فالقلوب كلها بيد علام الغيوب، الذي له الكمال المطلق والمنزه عن النقائص والعيوب، فمن أقبل عليه وحده أصاب، ومن أقبل على غيره فقد خاب
ومن هنا فإن استشعار عظمة الله والتوكل عليه والاقبال عليه سبحانه وتعالي السبيل الوحيد ليرفع الله عن الكرب في هذه الايام الشديدة القسوة حيث انزل الله علي عباده الضر والوباء ليقر بوحدانيته ويعتروفوا بجبروته الذي في ظاهر جبروت وفي باطنه رحمة من الله بعباده