وقعت حادثة صادمة في العصر النبوي عرفت في كتب السيرة بقصة " العُرَنيين"، وذلك بعد أن أكرمهم الرسول وعالجهم، قتلوا غلامه، بعد فقأوا عينيه.
وتفاصيل الواقعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصاب في غزوة بني محارب وبني ثعلبة عبدا يقال له يسار، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسن الصلاة فأعتقه وبعثه في إبل له كانت ترعي في ناحية الحمى.
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية من قبائل عُكَل وعُرَينة، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعوه على الإسلام وكان بهم بهم هزال شديد وصفرة شديدة وعظمت بطونهم. فقالوا يا رسول الله آونا وأطعمنا، فكانوا في الصفة بالمسجد النبوي.
فلما تعافوا استوخموا المدينة، حيث وقع بالمدينة الموم وهو نوع من الوباء وقالوا: «هذا الوجع قد وقع وإن المدينة وخمة وإنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف فابغنا رسلا» .
فرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها.
فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها فلما صحّوا ورجعت إليهم أبدانهم وانطوت بطونهم كفروا بعد إسلامهم، حيث عدوا على اللقاح فاستاقوها.
فأدركهم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسار ومعه نفر فقاتلهم فقطعوا يديه ورجليه وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات، وانطلقوا بالسرح.
فأقبلت امرأة من بني عمرو بن عوف على حمار لها فمرت بيسار تحت شجرة، فلما رأته ومرت به وقد مات رجعت إلى قومها فأخبرتهم الخبر، فخرجوا حتى جاءوا بيسار إلى قباء ميتا.
وكان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم شباب من الأنصار قريب من عشرين فأرسلهم، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثرهم عشرين فارسا منهم الصحابي سلمة بن الأكوع.
وبعث معهم قائفا يقوف أثرهم ودعا عليهم فقال: «أعم عليهم الطريق واجعله عليهم أضيق من مسك جمل»، فعمى الله عليهم السبل، فأدركوا في ذلك اليوم فأخذوا، فلما ارتفع النهار جريء بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فخرجوا بهم نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسمل أعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا» .
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها