لجنة الفتوي بمجمع البحوثالإسلامية ردت عي هذا التساؤل قائلا:قراءة القرآن وجعل ثواب القراءة للميت جائز شرعًا ويصل الثواب للميت وينتفع به –إن شاء الله – ويستدل على ذلك بالأدلة الواردة بالكتاب والسنة النبوية وانتفاع الميت بعمل الحي في باب العبادات .
اللجنة قالت في الفتوي المنشورةعلي الصفحة الرسمية للمجمع علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " : منهذه الأدلة ما رواه الشيخان من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌمِنْ خَثْعَمَ تَسْتَفْتِيهِ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُإِلَيْهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ، أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرً الَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أفحج عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»
ومن الأدلة التس ساقتها اللجنة ردا علي الفتوي ما رواه أبوداود من ابن عباس – رضي الله عنهما: أن رجلاً قال: يا رسولَ اللهِ إنأُمَّه تُوفّيَتْ، أفينفعها إن تصدقتُ عنها؟ قال: "نعم" ". ومنها:ما رواه أبو داود من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قال لعمرو بن العاص: «إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا فَأَعْتَقْتُمْ عَنْهُ أَوْ تَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ بَلَغَهُ ذَلِكَ» .
فتوي مجمع البحوث استمرت في سوق الأدلة التي تؤيد إقامة خاتمة متوفي ومنها: ما رواه ابن ماجة من حديث ابْنِ بُرَيْدَة َعَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فَقَالَتْ: يا رسول الله، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمٌ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ".
اللجنة استدركت في فتواه بالقول: هذه الأحاديث دللت على وصول ثواب قراءةالقرآن للميت إذ لا فرق بين انتفاعه بالصوم والحج وانتفاعه بقراءة القرآن، قال ابن قدامة رحمه الله: "وأي قربة فعلها وجعل ثوابها للميت المسلم نفعه ذلك إن شاءالله " ثم قال – رحمه الله – بعد أن ساق هذه الأحاديث التي ذكرناها آنفًا : "وهذه أحاديث صحاح , وفيها دلالة على انتفاع الميت بسائر القرب؛ لأن الصوم والحج والدعاء والاستغفار عبادات بدنية, وقد أوصل الله نفعها إلى الميت فكذلك ما سواها"
وفي تدليل علي مشروعية إقامةخاتمة القرآن للمتوفي عادت اللجنة إلي ما قاله الإمام ابن القيم رحمه الله: " وأما قراءة القرآن وإهداؤها له تطوعاً بغير أجرة فهذا يصل إليه كما يصل ثواب الصوم "
اللجنة خلصت في نهاية الفتويإلي القول :لا بأس بقراءة القرآن خالصًالوجه الله بغير أجر , ووهب ثوابها للميت ويصله الثواب – بفضل الله تعالى - وهومذهب جماهير أهل العلم من الحنفية والحنابلة ومتأخري المالكية واختيار الإمامالنووي- رحمه الله - قال الشيخ الدردير – رحمه الله - :" الْمُتَأَخِّرُونُعَلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ وَجَعْلِ ثَوَابِهِلِلْمَيِّتِ وَيَحْصُلُ لَهُ الْأَجْرُ إنْ شَاءَ اللَّهُ" .
اقرأ أيضا:
هل يجوز الاشتراك في الأضحية وكم عدد المسلمين الذين يشتركون فيها؟اللجنة حددت عددا من الشروط لاتمام ثواب عمل خاتمة للمتوفي منها ضرورةتصحيح النية في قراءته بأن يكون خالصًا لوجه الله-تعالى - لا يبتغي بقراءته للقرآن أجرًا ماديًا أو غيره من الأمور الدنيوية، و أنيقرأ القرآن بخشوع و تدبر.