تعرض النبي صلى الله عليه وسلم للعديد من محاولات الاغتيال ، خاصة بعد انتصار المسلمين في بدر، حيث صارت قريش أشد حنقا وغيظا عليه، ما دفعهم للتخطيط بأكثر من عملية اغتيال لأجل قتله، والله يعصمه من الناس.
وكان أبو سفيان بن حرب قال لنفر من قريش: ألا أحد يغتال محمدا فإنه يمشي في الأسواق.
فأتاه رجل من الأعراب فدخل عليه منزله فقال: «قد وجدت أجمع الرجال قلبا وأشدهم بطشا وأسرعهم شدّا فإن أنت قويتني خرجت إليه حتى أغتاله ومعي خنجر مثل خافية النسر، وإني أسبق القوم عدوا، وهاد بالطريق أعرف مسالكه».
فقال له أبو سفيان: «أنت صاحبنا، ثم أعطاه بعيرا ونفقة وقال له : «اطو أمرك» .
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهافخرج ليلا فسار على راحلته خمسا وصبح بالمدينة السادسة، ثم أقبل يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دلّ عليه، فعقل راحلته ثم أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد بني عبد الأشهل.
فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا ليريد غدرا. والله تعالى حائل بينه وبين ما يريد».
فذهب ليجني على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجذبه أسيد بن الحضير بداخلة إزاره، فإذا بالخنجر فسقط في يديه وقال: دمي دمي».
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اصدقني ما أنت؟» قال: وأنا آمن، قال: نعم، فأخبره بأمره وما جعل له أبو سفيان.
فخلى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم وقال: «يا محمد والله ما كنت أفرق الرجال فما هو إلا أن رأيتك فذهب عقلي وضعفت نفسي، ثم اطلعت على ما هممت به مما سبقت به الركبان ولم يعلمه أحد فعرفت أنك ممنوع وأنك على حق وأن حزب أبي سفيان حزب الشيطان» .
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم، فأقام الرجل أياما يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج ولم يسمع له بذكر.
ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري ومعه رجل، وقال: «إن أصبتما فيه غرة فاقتلاه».