تعرفت على شخص عبر فيس بوك أصغر مني بأربع سنوات، وأصبحت بيننا علاقة عاطفية، عفيفة، ثم فوجئت به يختفي، ثم عاد وتحدث معي لكنه كان متغير، ثم أصبح هكذا يختفي ويظهر، حتى اختفى تمامًا من فترة، ولم أعد أجده أبدًا على فيس بوك، وأنا منهارة وأشعر بالضياع، ماذا أفعل؟
أرجو عدم ذكر الإسم- سوريا
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزتي..
لم تذكري يا صديقتي شيئًا عن اتفاقات هذه العلاقة العاطفية العفيفة؟!
هل وعدك بالتقدم لخطبتك والتعرف على أهلك؟! هل تحدثتم عن مصير هذه العلاقة، وأهدافها؟!
ذلك كله غير واضح.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟ اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟الواضح من خلال رسالتك، أنك شديدة التعلق بالأشخاص، ويدفعك لذلك التعطش الشديد لتلبية احتياجاتك النفسية والعاطفية، وهو حقك، والمشكلة تحدث عندما يدفعنا ذلك دفعًا لعلاقات "بدون اسم"، كالريشة، تطير في الهواء بلا مستقر ولا خطة ولا جدية، فنطير معها، بمشاعرنا، وأحلامنا، وكياننا كله، ونضيع، تماما كما تضيع الريشة.
وليس الحب هكذا، ليس في الحب ، والعلاقة العاطفية الجادة اختفاء وظهور، كل هذا يتنافي وسمات الشخصية السوية الجادة.
ما ذكرته يا عزيزتي وبكل صراحة هي سلوكيات شاب "يتسلى"، تحت غطاء العلاقة العاطفية العفيفة؟! وبعضهم يفعل مع وعود عظيمة
بالزواج، بينما الأمر ليس هكذا، ولا توجد أي دلائل على الجدية، والاحترام للعلاقة.
ما أراه أنك بحاجة شديدة لحسن اختيار مصدر اشباع الاحتياجات النفسية والعاطفية، وتقدير ذاتك، والشعور بالاستحقاق، للحب الحقيقي، والاحترام، والحياة الطيبة المستقرة مع رجل يريدك في "النور" ويقدم كل الدلائل، والبراهين التي تؤكد ذلك.
أما وقد تبين العكس، فهي فرصتك للسجود حمدًا وشكرًا لله على نجاتك من شرك صياد، محترف، ليس إلا.
قد تكون كلماتي لك، صادمة، قاسية، ولكننا نحتاج أحيانًا يا صديقتي لمثل هذا حتى نفيق، من أجلنا، لأن أنفسنا تستحق، ولأن الله نجانا وعلينا أن نفهم الرسالة، ونستوعب الدرس، ونصبح أكثر نضجًا ووعيًا، حتى نحسن الاختيار فيما بعد، ونبدأ صفحة جديدة من حياتنا العاطفية، ونحن النسخة الأفضل من أنفسنا، فلا نسمح لأحد أن يتلاعب بمشاعرنا تحت مسمي "الحب"، والحب منه براء، ودمت بخير.