.القاضي كعب بن سور بن بكر بن الأزدي، من كبار التابعين ..جاء من اليمن إلي المدينة واعتنق الاسلام في ارجح الروايات بعد أيام قليلة من وفاة النبي فلم تتحقق له الصحبة وإن اعتبر من الطبفة الأولي من التابعين حيث كان يحظي بتقدير كبير حيث اعتنق الإسلام عن قناعةشديدة حيث كان يعتنق المسيحية قبل ان يقتنع بما جاء عن سيدنا محمد رسول الله في الانجيل وتبشير المسيح بصاحب الرسالة المحمدية
اعتناق كعب الإسلام عن اقتناع تام جعله من القلة الخيرة المؤمنة من أهل الكتاب الموصوفة من الله بقوله " لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ* يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ " "آل عمران: 113 – 115
ورغم ان كعب لم يرو اي من أحاديث رسول الله الا انه كان صاحب عالم فقه حيث كان يفسر الأيات والاحاديث ويتحدث باستفاضة بعمق عن الأحكام الشرعية الإسلامية ناهيك عن مشاركته في عديد من الفتوحات الإسلامية.
كان التابعي الجليل قاضيا في المدينة المنورة يقضي بين الناس بما أمره الله حيث جمعته قصة المرأة التي جاءت الي سيدنا عمر بن الخطاب تشكو زوجها وهنا تدخل سيدنا كعب بن سور الأسدي وحسم القضيةبحزم القاضي ورؤية الفقيه فما كان من سيدنا عمر الإ أن ولاه قضاه البصرة واستمرفيه حتي استشهاد الخليفة الراشد الثاني .
بدأت قصة تولي كعب بن سورالأزدي قضاء البصرة الي واقعة أمرأة جاءت الي فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تشكو إهمال زوجها لها وتقصيره فى حقها ، بطريقة راقية تنُم عن إيمان عميق وحياء عظيم وقلب محب ،
المرأة المؤمنة التي جاءت تشكوزوجها للخليفة الراشد الثاني خاطبت الفاروق بالقول : يا أمير المؤمنين إن زوجى رجل صوام قوام ، يصوم النهار ويقوم الليل وهنا رد أمير المؤمنين : بارك الله لك فى زوجك ..!!فأعادت المرأة ما قالت ، وأمير المؤمنين يرد عليها بمثل مقولته ،
وهنا تدخل القاضي كعب الأزدي علي خط الأزمة محاولة توضيح ما تقصده المرأة قائلا : يا أمير المؤمنين إنها تشكو زوجها. قال عمر: أهكذافهمتَ ؟! ، فاقض بينهما وهو ما رد عليه التابعي الجليل بالإيجاب
. القاضي كعب الأزدي استدعي الزوج المشكو في حقه من قبل زوجته حيث ردعلي اتهامات زوجته بالقول : لا اقصر فىحقها فى طعام أو شراب ، فأوضح له كعب المسألة . صاغ شعرا ملهما يشرح الواقعة بدقةوجدية علي لسان الزوجة الشاكية حيث قال
قال المرأة :
يـا أيها القاضي الحكيم رَشَدُه.*. ألهى خليلي عن فراشي مسجده
زهَّـده في مضجعي تعبُّــده .*. فاقضِ القضا كعب و لا تَـردّه
نهاره و لـيله مـا يـرقـده .*. فلست في أمر النساء أحمــده
الزوج رد علي شعر كعب بن سورالأسدي رحمه الله بشعر مماثل حيث قال
زهدني في فرشها وفـي الحجــل.*. أني امرؤ أذهلني ما قد نزل
ففي سورة النحل وفي السبع الطوال .*. و في كتاب الله تخويف جلل
القاضى كعب رد علي شعر الزوج بالقول إن لها حقا عليك يـا رجل.*.نصيبها في أربع لمن عقـل
...................فأعطها ذاك ودع عنك العِلل............
* التابعي الجليل أخذ يشرح ماقاله إن ن الله عز و جل قد أحل لك من النساء مثنى وثلاث ورباع، فكل ثلاثة أيام تعبد بها ربك، ولها الليلة الرابعة ,
الخليفة الراشد الثاني ابدي تقديره لحكم القاضي وحسم المسألة بين الزوج وزوجته حيث خاطب القاضي بالقول : والله ما أدري من أي أمريّك أعجب، أمن فهمك أمرها، أم من حكمك بينهما ؟!, اذهب فقد وليتك قضاء البصرة.
التابعي الجليل استمر قاضيا علي البصرة طوال عهد عمر بن الخطاب حتى استشهد عمر رضي الله عنه في عام 23هـ،وفي عام 29هـ ولى عثمان بن عفان عبد الله بن عامر واليا على البصرة، فأعاد ابنعامر كعباً على القضاء فلم يزل حتى استشهد في معركة الجمل في عهد الخليفة علي بن ابي طالب حيث دخل المعركة يحمل مصحفا ويطالب المسلمين بالكف عن القتال فأصاب سهم طائش ولقي ربه شهيدا