بعد استقرار الإسلام في جزيرة العرب، وإذعان قريش، وثقيف للنبي صلى الله عليه وسلم، جاءت كل
القبائل في وفود تبايع النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان الرسول عليه السلام لا يصدّ أحدا، ويدعو لهم بالبركة، ويجزل لهم العطاء، ويكرم ضيافتهم، ويقدّر سادتهم ووجهاءهم.
فلما أسلم أهل عمان فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي يعلمهم شرائع الإسلام ويصدق أموالهم.
فخرج وفدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أسد بن بيرح الطاحي.
فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه أن يبعث معهم رجلا يقيم أمرهم. فقال مخربة العبدي: ابعثني إليهم فإن لهم عليّ منة، أسروني يوم جنوب فمنّوا عليّ.
فوجهه معهم إلى عمان، وقدم سلمة بن عياذ الأزدي في أناس من قومه، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عما يعبد وما يدعو إليه فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: «ادع الله لي أن يجمع كلمتنا وألفتنا»، فدعا لهم وأسلم سلمة ومن معه.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم الوفد الأزد، طيبة أفواههم، برة أيمانهم، تقية قلوبهم».
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاوقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم المرضعون أهل عمان» ،يعني الأزد.
كما روي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الأزد مني وأنا منهم،.. غضب لهم إذا غضبوا[ويغضبون إذا غضبت.. وأرضى لهم إذا رضوا ويرضون إذا رضيت.
وكان رجل من أهل عمان يقال له بيرح بن أسد قد خرج مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقدم المدينة فوجده قد توفي.
فبينما هو في بعض طرق المدينة فرآه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقال له من أنت؟ فقال: من أهل عمان.
قال: من أهل عمان؟ قال: نعم فأخذ بيده فأدخله على أبي بكر، وقال: هذا من أهل الأرض التي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أهلها من كذا وكذا..
فقال أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني لأعلم أرضا يقال لها عمان ينضح بناحيتها البحر بها حي من العرب، لو أتاهم رسولي لم يرموه بسهم ولا حجر.