الأيام الجميل كما يقولون تمضي سريعا وهذه حقيقة نلمسها وعايشها.. وقد أخبرنا الله عن الشهر الكريم أنه" أيامًا معدودات"  لذا يلزم حسن التعامل معه والاستعداد لقدومه.

ولأن الصحابة رضوان الله عليهم  يعلمون فضل الشهر الكريم كانوا يحرصون على الاستعداد له قبل قدومه بكثرة الصيام في شعبان وكثرة الدعاء ان يبلغهم الله رمضان وورد أنهن يدعون الله ستة أشهرٍ أن يبلغهم الله رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم صيامهم، ومن الأدعية الواردة عن الصحابة في الاستعداد لشهر رمضان ما كان يدعو به عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- قائلاً: (اللهمَّ زِدْنا ولا تَُنقُِصْنا وأَكرِمْنا ولا تُهِنَّا وأَعطِنا ولا تَحرِمْنا وآثِرْنا ولا تُؤثِرْ علينا وارضَ عنَّا وأَرضِنا).

وكان علي بن أبي طال يدعو: (اللهمَّ أحسنْ عاقبتَنَا في الأمورِ كلِّها، وأجرْنَا منْ خِزْيِ الدنْيَا وعذابِ الآخرةِ).

فإذا دخل رمضان نشط الصالحون من عباد الله وتأسوا بالمرسلين وشمروا سواعدهم للطاعة، وأقبلوا على الله بقلوب صافية يمأها الحب للخير،  ومن أشهر طاعات رمضان التي يحرص عليها الصحابة والتابعون والصالحون من عباده ما يلي:

-التوبة وكثرة الاستغفار

-الذكر، وخاصة القرآن.

-رد المظالم واسترضاء الناس.

-الصدقة.

-العمرة.

-إطعام الطعام.

-الاعتكاف.

وفي هذه الأحيان التي نعيشها يمكن الاستعاضة بطاعات البيت نظرا لتفشي وباء كورونا وهو ما يجعلنا نعبد الله بما يتناسب مع الظرف الراهن؛ فالعمرة ما دامت قد وقف فيمكن استثمار هذه الأموال في الصدقات ومساعدة الفقراء وسداد ديون الغارمين ومعاونة أصحاب الحرف المتوقفة وغيرها من وجوه البر المختلفة.

نعمل هذه الطاعة ابتغاء وجه الله نتعلق برضاه نرجو رحمته ونخشى عذابه، حتى لا نندم بعد فوات الآوان؛ ففي الحديث:" خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له".

ورحم الله الحسن البصري الله يا ابن آدم إنما أنت أيام .. إذا ذهب يومك ذهب بعضك فمن حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر ومن نظر في العواقب نجا، ومن أطاع هواه ضل، ومن حلم غنم، ومن خاف سلم ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم ومن فهم علم، ومن علم عمل، فإذا ذللت فارجع، وإذا ندمت فأقلع، وإذا جهلت فأسأل، وإذا غضبت فأمسك، وأعلم أن خير الأعمال ما أكرهت عليه النفوس راضية.