يبحث الإنسان عما يكفر به سيئاته ويمحو خطاياه في هذه الأيام الكريمة من شهر رمضان، التي تعتبر مكفرات في حد ذاتها بالصيام والعمل الصالح، ومكفرات الذنوب كثيرة لا تحصى ولا تعد، لا تحتاج سوى النية الصادقة وألا يعود للمعصية مرة أخرى والتوبة النصوح ، والندم من أهم الأسباب التي تساعدك على عدم العودة للذنب مرة أخرى.
وردت مكفرات الذنوب في السنة النبوية والقرآن الكريم، ومنها من " الجمعة الى الجمعة مكفرات لما بينهما ، ومن الصلاة الى الصلاة ومن رمضان الى رمضان ومن العمرة إلى العمرة " فما بين هذه العبادات مكفرات للذنوب.
يقول الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ، إن من بين مكفرات الذنوب الدعاء عند الأماكن الشريفة في الحرم المكي والمسجد النبوي وعرفات ومزدلفة ، والدعاء في ليلة القدر ، وبين الأذان والإقامة كلها أزمنة وأماكن يستجااب فيها الدعاء فإذا قلت اللهم اغفر لي ذنوبي واعف عني يستجيب الله لك.
وأضاف: "سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ فقال: "الصلاة لمواقيتها" أفضل العمل الصلاة بمواقيتها. فيجب على الناس ألاَّ تستهين بالصلاة، لأن الصلاة هي الإناء الذي يوضع فيه البركة، وتوضع فيه استجابة الدعاء، وتوضع فيه الهداية، ويوضع فيه التوفيق، فمن غير صلاة لا نستطيع أن نفعل شيئًا مع الله سبحانه وتعالى، لأنه فَرَضَ الصلاة علينا من أجل أن يعطي لنا شيئًا نحمله فيها، فإذا كانت غير موجودة فتصبح المصيبة مصيبة كبرى، فالصلاة شىء مهم جدا.
وتابع : كان أبو بكر رضى الله عنه يقول إذا حضرت الصلاة: (قوموا إلى ناركم التي أوقدتموها فأطفئوها) الذنوب نار، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار. إذن دائما نُشَبِّه الذنوب بالنار. ونحن جالسين طول النهار نوقد في نار من الذنوب التى نعملها. لو تركناها تحترق حياتُنا. فماذا نفعل؟ نطفئها .. بماذا؟ بالصلاة، بالوضوء، بالصدقة، بالاستغفار، بقراءة القرآن، بالسعى على الأرزاق، بعمارة الأرض، وهكذا. كل هذه أشياء من مُكَفِّرَات الذنوب والآثام. والشيخ جعفر الكتانى ألفَّ كتابا أسماه "شفاء الأسقام في مكفرات الآثام" ما الذى يكفر الذنب؟ كل هذه الأشياء، وأن (تعين أخاك الكال) يعنى شخص مريض أزحت عنه عائق (حجر) وأنت تسير في الطريق قال لك هذا يكفر ذنوبك، وأيضًا {والتبسم في وجه أخيك صدقة}.
و الصلوات الخمس مكفرات لما بينها إلا الكبائر بمعنى أن الذنوب التي يرتكبها الإنسان ثم يتوضأ ليصلي الفرض يمحو الفرض الذنوب التي فعلها الإنسان قبله إلا الكبائر من الذنوب مثل الشرك بالله تعالى والسحر وقتل النفس وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات وعقوق الوالدين لأنه من أكبر الكبائر وقول الزور لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« الصلوات الخمس, والجمعة إلى الجمعة, ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر».
كما أن الله سبحانه وتعالى حذرنا من إجتناب الكبائر في قوله تعالى « الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ »، فشهر رمضان جاء ليمسح الذنوب وهو نعمة من الله تعالى ، وإنه طهارة للقلوب والذنوب وقال الله تعالى في محو الذنوب بالحسنات « إن الحسنات يذهبن السيئات».
اقرأ أيضا:
سنة نبوية مهجورة .. من أحياها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر..تدخل السرور في قلوب المؤمنين وتشيع الراحة