لا يخفى على أحد فضل ليلة القدر وعظيم أجرها، لكن يبقى السؤال، ماذا لو لم تكن ليلة القدر لا تتكرر كل عام في رمضان.
يقول الصحابي أبو ذر الغفاري: كنت أسأل الناس عنها يعني ليلة القدر فقلت: يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر؟ أفي رمضان هي أو في غيره؟
قال: "بلى هي في رمضان" قلت: تكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبضوا رفعت أم هي إلى يوم القيامة؟
قال: "بل هي إلى يوم القيامة" قلت في أي رمضان هي؟ قال التمسوها في العشر الأول والعشر الأواخر.
قلت: فبأي العشرين هي؟ قال: في العشر الأواخر لا تسألني عن شيء بعدها ثم حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اهتبلت غفلته فقلت: يا رسول الله أقسمت بحقي لما أخبرتني في أي العشر هي؟
فغضب عليّ غضبا لم يغضب مثله منذ صحبته؟ وقال: "التمسوها في السبع الأواخر لا تسألني عن شيء بعدها".
وفي رواية أنه قال: "ألم أنهك أن تسألني عنها إن الله لو أذن لي أن أخبركم بها لأخبرتكم لا آمن أن تكون في السبع الأواخر".
ففي هذه الرواية توضيح من النبي صلى الله عليه وسلم لليلة القدر، وأنها في السبع الأواخر ولم يزد على ذلك شيئا.
يقول الإمام ابن رجب الحنبلي: وهذا مما يستدلّ به من رجّح ليلة ثلاث وعشرين وخمس وعشرين على ليلة إحدى وعشرين فإن ليلة إحدى وعشرين ليست من السبع الأواخر بلا تردد.
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أخر: أنه بيّن أنها ليلة سبع وعشرين.
وقد اختلف في أول السبع الأواخر فمنهم من قال أول السبع ليلة ثلاث وعشرين على حساب نقصان الشهر دون تمامه لأنها المتيقن.
وفي حديث أبي بكرة قال: ما أنا بملتمسها لشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في العشر الأواخر فإني سمعته يقول: "التمسوها في تسع يبقين أو سبع يبقين أو خمس يبقين أو ثلاث يبقين أو آخر ليلة".
وكان أبو بكرة يصلي في العشرين من رمضان كصلاته في سائر السنة فإذا دخل العشر اجتهد ثم بعد ذلك أمر بطلبها في السبع الأواخر.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها