كان الصحابي عثمان بن عفان من أكبر أثرياء الصحابة، بل يعدّ بلغة العصر ملكا من ملوكهم، مع ذلك كان في غاية التواضع مع نفسه في مطعمه ومشربه وملبسه، حتى حينما كان خليفة للمسلمين.
سئل الحسن عن النائمين في المسجد، فقال: رأيت عثمان بن عفان ينام في المسجد، وهو يومئذ خليفة ويقوم وأثر الحصى بجنبه.
قال: فنقول هذا أمير المؤمنين هذا أمير المؤمنين.
وأضاف: رأيت عثمان نائما في المسجد ورداؤه تحت رأسه فيجيء الرجل فيجلس إليه ثم يجيء الرجل فيجلس إليه كأنه أحدهم.
وعن سليمان بن موسى أن عثمان بن عفان دعي إلى قوم كانوا على أمر قبيح فخرج إليهم، فوجدوهم قد تفرقوا ورأى أمرا قبيحا فحمد الله إذ لم يصادفهم واعتق رقبة.
وعن شرحبيل بن مسلم أن عثمان كان يطعم الناس طعام الإمارة ويدخل بيته فيأكل الخل والزيت.
وعن شدة حيائه يقول الحسن: كان يكون في البيت والباب عليه مغلق فما يصنع الثوب ليفيض عليه الماء يمنعه الحياء أن يقيم صلبه.
وكان عثمان بن عفان لا يوقظ أحدا من أهله من الليل إلا أن يجده يقظانا فيدعوه فيناوله وضوءه وكان يصوم الدهر.
اقرأ أيضا:
خباب بن الأرت سادس من أسلموا.. هكذا صبر ولم يعط الكفار ما سألواوعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وكان من فقهاء المدينة السبعة قال: أشرف عثمان من القصر وهو محصور فقال: أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء إذا اهتزّ الجبل فركضه بقدمه ثم قال: " اسكن حراء ليس عليه إلا نبي أو صديق أو شهيد وأنا معه"، فانتشد له رجال.
ثم قال: أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بيعة الرضوان إذا بعثني إلى المشركين من أهل مكة قال: " هذه يدي وهذه يد عثمان" فبايغ، فانتشد له رجال.
وقال أيضا: أنشد بالله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من يوسع لنا بهذا البيت في المسجد ببيت له في الجنة؟ " فابتعته من مالي فوسعت به المسجد، فانتشد له رجال.
وتابع قائلا : وأنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جيش العسرة قال: " من ينفق اليوم نفقة متقبلة؟ " فجهزت نصف الجيش من مالي، قال فانتشد له رجال.
وأضاف في حديثه: وأنشد بالله من شهد رومة يباع ماؤها ابن السبيل فابتعتها من مالي فأبحتها ابن السبيل، فانتشد له رجال.