جميعنا يدرك جيدًا قصة زواج أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرضاها، من النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، كما نعلم كم من الولد رزقهما الله عز وجل، وهم: (القاسم وعبدالله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة)، لكن لا يعرف كثير من الناس أن لخديجة رضي الله عنها، كانت لها ابنة من زواجها الأول وتسمى (هند)، عاشت وشهدت الإسلام، وماتت عليه، ومن ثم فهي أخت أبناء النبي صلى الله عليه وسلم، لكن من ناحية الأم.

زواج خديجة الأول

كبقية بنات جيلها، تزوجت السيدة خديجة رضي الله عنها، صغيرة في السن، من شخص يدعى: عتيق بن عائذ بن عبدالله بن عمر المخزومي، وهذه الزيجة لم تدم طويلًا، فقد توفي عائذ بعد أن أنجبت له السيدة خديجة ابنة أسمتها (هند)، وقد تزوجت هند فيما بعد من ابن عمها صيفي بن أمية بن عائذ المخزومي، وأنجبت له محمد بن صيفي، ويروى أن محمدًا هذا استشهد يوم بدر.
بعض الروايات تحدثت أيضًا عن أن للسيدة خديجة ابنًا آخر، (شقيق هند من عائذ)، وكان يدعى عبدالله، إلا أنه لم ينقل عنه شيئا البتة في سيرته، ولا يعرف أحد أي شيء عنه، فلربما مات صغيرًا، أو لم يكن له وجود من الأساس.

اقرأ أيضا:

الحسن البصري و ذروة عطاء الله للعبد.. عندما يكون حمال أفقه من سيد التابعين

زواج خديجة الثاني

بعد وفاة عائذ، تزوجت السيدة خديجة رضي الله عنها، من شخص يدعى: أبي هالة هند بن زرارة التميمي، وتذكر الروايات أنها رزقت منه بولدين (رجال)، كانا يسميان (هند وهالة)، وكانت هذه الأسماء في هذه الفترة تطلق على الرجال بشكل عادي، ولكن مات هالة، وأدرك هند الإسلام فأسلم.
لذلك فإن (هند التميمي)، وردت عنه الكثير من الروايات، ومنها أنه كان فصيحًا بليغًا، وله وصف في رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحسنه وأتقنه، وينقل عنه أنه قال: «أنا أكرم الناس أبًا وأماً وأخًا وأختًا، أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمي السيدة خديجة، وأختي السيدة فاطمة، وأخي القاسم»، وتذكر الروايات أنه شهد غزوتي بدر وأحد، واستشهد في موقعة الجمل.