قال الله تعالى:"يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى".
وقد قيل: معنى ذلك إذا حضر بين يديك خصمان فلا تتمنى أن يكون الحق مع الذي ميلك إليه خاصة وبهذه الخصلة سلب سليمان من داود ملكه.
قال ابن عباس كان الذي أصاب سليمان بن داود أن ناسا من أهل جرادة امرأته وكانت من أكرم نسائه عليه تحاكموا إليه مع غيرهم فأحب أن يكون الحق لأهل جرادة فيقضي لهم فعوقب حيث لم يكن هواه فيهم واحدا
آثار العدل:
وقد ضمن الله النصر لمن نصر الله ورسوله بالغيب وهو القيام بالعدل قال الله تعالى: "ولينصرن الله من ينصره".. ثم إنه تعالى أوضح شرائط لنصر الملوك وشرط عليهم شرائط كما ترى فما تضعضعت قواعدهم أو ظهر عليهم عدو أو اضطربت عليهم الأمور إلا لإخلالهم بالشرائط المأخوذة عليهم أو بعضها وصلاحهم وفلاحهم بإقامة الميزان بالقسط الذي شرعه الله تعالى لعباده وركوب سبيل الحق والعدل الذي قامت به السموات والأرض ونصر المظلوم والأخذ على يد الظالم.
عقوبة الإمام الجائر
قال طاووس اليماني لسليمان بن عبد الملك هل تدري يا أمير المؤمنين من أشد الناس عذابا يوم القيامة فقال سليمان قل فقال طاووس أشد الناس عذابا يوم القيامة من أشركه الله في ملكه فجار في حكمه فاستلقى سليمان على سريره وهو يبكي فما زال يبكي حتى قام عنه جلساؤه.
اظهار أخبار متعلقة
السلطان موجود لدفع الظلم
امتنّ الله على عباده بنصبه السلطان في الأرض ليدفع الظلم عن المظلوم قال الله تعالى : "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" يعني لولا أن الله أقام السلطان في الأرض يدفع القوي عن الضعيف وينصف المظلوم من الظالم لأهلك القوي الضعيف وتواثب الخلق بعضهم على بعض فلا ينتظم لهم حال فتفسد الأرض ومن عليها فإذا كان السلطان جائرا زاد الفساد فسادا.
فضل القضاء بالحق
قال التابعي مسروق: لأن أقضي يوما بالحق أحب إلي من أن أغزو سنة في سبيل الله.
صلاح البلاد والعباد بالسلطان العادل
وكما أنه ليس فوق رتبة السلطان العادل رتبة كذلك ليس فوق رتبة السلطان الشرير رتبة لشره لأن شره يعم وكما أن بالسلطان العادل تصلح البلاد والعباد كذلك بالسلطان الجائر تفسد البلاد والعباد وتقترف المعاصي والآثام.
وكذلك السلطان إذا عدل انتشر العدل في الرعية فأقاموا الوزن بالقسط وتعاطوا الحق فيما بينهم ولزموا قوانين العدل فمات الباطل وذهبت رسوم الجور فأرسلت السماء غيثها وأخرجت الأرض بركاتها ونمت تجاراتهم وزكت زروعهم وتناسلت أنعامهم ودرت أرزاقهم.