أنا شاب خاطب فتاة متدينة، ومشكلتي أنها لا تعبر عن مشاعرها نحوي على الإطلاق، وتقول لي أن هذا ليس وقته إنما بعد الزواج.
والمشكلة الثانية أن تدينها فيه تشدد، فهي لا تريد أن يكون لدينا تلفاز في البيت، وتريد ارتداء النقاب.
أنا متدين لكنني لا أريد هذا الشكل من التدين، وغير قادر على اقناعها، وحائر لا أدري ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقي الحائر، أتفهم موقفك، وما تتحدث عنه ليس هامشيا، وإنما يمس "تفاصيل" مهمة في الحياة الزوجية التي لو أكملت ستعيشونها معًا، ومن الجميل أن خطيبتك واضحة هكذا ومحددة لأولوياتها، ومن حقك أنت أيضًا، بل من الواجب أن تفكر بالشكل نفسه.
إن هذه التفاصيل يا صديقي إما تبين أنكما ستنسجمان معًا، وسيكون بينكما تفاهم، وقبول، واحترام، أو لا.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟ولسنا هنا بصدد تصنيف طريقة طاعة كل شخص لربه، ووصفها والحكم عليها بالتشدد أو التساهل، وإنما هي اختيارات، فما اختارته هي عليه خلاف فقهي كبير، وكل يأخذ بما يناسبه، ولابد فيما أرى أن يكون بينكما اتفاق على ذلك.
لابد أن تتخيل حياتك بالفعل معها وفق أفكارها، وآرائها، واختياراتها، هل ستستطيع أم لا؟!
تخيل أنك معها في السيارة وتريد سماع أغنية عبر الراديو وهي ترفض، هل ستتعاركان، أم هل سيفرض أحدكما رأيه ويشعر الآخر بالقهر، والغضب، وتعكير المزاج، أم ماذا؟!
وقس على ذلك بقية التفاصيل في الحياة التي لا أرى وفق رسالتك أنكما متفاهمان بشأنها.
الحياة الزوجية يا عزيزي لابد أن يتوافر بها أقصى قدر من الإنسجام، تشارك الإهتمامات، تقارب الأفكار، تشابه الاختيارات، أرضيات مشتركة على قدر المستطاع، وهكذا، فما هو المشترك بينكما، وما هو قدر الانسجام بينكما والتفاهم؟!
هذه أسئلة مهمة، ولن يجيب عليها غيرك، في جلسة صدق مع نفسك، وبإجابات صريحة وواضحة لا تشعر بعدها بتورط، ولا إجبار، ولا قهر، ولا غضب، وعدم راحة، ولا انزعاج، ولا أي من هذه المشاعر السلبية التي لا ينبغي أن تكون الغالبة والمسيطرة على العلاقة الآن وفيما بعد الزواج.
اقرأ أيضا:
أقاربي لا يحبون "خلفة البنات" وكل أطفالي "بنات".. ماذا أفعل؟لا أقول لك ابحث عن المثالي، ولكن عن قدر أكبر مما سبق من انسجام وتفاهم وقبول واحترام وعطاء ومتبادل، فلا يوجد مثالية ولا تطابقات، وليس هذا مطلوبًا.
إن أكملت هذه العلاقة أو لا ودخلت في علاقة أخرى أكثر مناسبة لك، فلابد أن تعلم جيدًا أن تغيير أنفسنا ممكن وباستطاعتنا، ووفق أرادتنا، وبلا اجبار من أحد، وإنما وفق قناعاتنا، وأن تغيير الآخر ليس ممكنًا، وأنه لا أحد يتغير لأجل أحد، ولو حدث فإنه يكون في الغالب مؤقتًا وتحت ضغط ما ولأسباب ما، سرعان ما يعود بعدها لما فعله لأنه لم يتغير من أجل نفسه، ولا قناعاته، وهذا فخ يقع فيه الكثيرون عند الزواج من الجنسين، ولا أريدك أن تقع فيه، ودمت بخير.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟ اقرأ أيضا:
والدي يقول لي أنني ملكية خاصة به وأجبرني على خدمته منذ طفولتي.. ما الحل؟