" الاكتئاب"، سرطان النفس كما يسميه الإختصاصيون، ذلك المرض النفسي الذي لا يعني الشعور بالحزن والبكاء والشعور بفقدان الأمل، فحسب، بل يكون مصحوباً بألم جسدي أيضاً، الأمر الذي يغفله ويتجاهله غالبية المصابين بالاكتئاب وكذلك المحيطين بهم، ومن ثم لا يتم التشخيص من خلاله أو محاولة علاجه، الأمر الذي قد يساهم في تفاقم الاكتئاب أو عدم علاجه.
وفيما يلي أهم هذه الأعراض الجسدية المصاحبة للإكتئاب:
أولًا: انخفاض القدرة على تحمل الألم: ويكون ذلك على شكل شعور بالألم بدون سبب واضح، كما قد تصبح الحساسية للألم متزايدة بحيث تتسبب مسببات الألم البسيطة في الشعور بألم متعاظم، وقد بينت بعض الدراسات أن الاكتئاب والألم الجسدي يتواجدان سوياً في بعض الأحيان، فقد يكون الاكتئاب مصحوباً بانخفاض القدرة على تحمل الألم، كما قد يؤثر الألم بشكل أكبر على المصابين بالاكتئاب، ويرى بعض المتخصصين أن استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب لا يتوقف دورها عند علاج المرض إذ يمتد لتسكين الآلام أيضا.
اقرأ أيضا:
نصائح للتعامل مع الزوجة خلال فترة الحيض؟ثانيًا الصداع المتكرر: وهذا فخ كبير ، إذ أن شكوى الصداع المتكرر شائعة ولا يلقي لها الناس بالًا على الأغلب، خاصة مع وجود العديد من الأسباب العادية التي تؤدي إليه من تعب وإرهاق وضغوطات الحياة اليومية، إلا أن الصداع المتكرر وبشكل يومي قد يكون من علامات الاكتئاب، ما يميز الصداع المرتبط بالاكتئاب عن غيره أنه يشبه ألما نابضا بسيطا بالرأس خاصة حول الحاجبين، كما أنه لا يعيق ممارسة أنشطة الحياة اليومية، كما هو الحال بالصداع النصفي، وبالطبع فإن ذلك الصداع يجب أن يكون مصحوباً بعلامات أخرى كي يكون دالاً على الاكتئاب كالشعور بالحزن والانفعالية وخلافه، وفي حين أن استخدام الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لعلاج هذا الصداع تكون فعالة، إلا أنه يعاود الحدوث مرة أخرى بشكل متكرر.
ثالثًا: آلام الظهر والعضلات:ففي حين أن غالبية آلام العضلات وآلام الظهر تكون ناتجة عن الإصابات والوضعيات الخاطئة، إلا أنها قد تكون ناجمة عن الأمراض النفسية ومن بينها الاكتئاب، حيث يعتقد العديد من الأطباء والمعالجين النفسيين أن المشاكل النفسية المرتبطة بالمشاعر قد تتسبب في الشعور بآلام وأوجاع الجسم، كما وجدت دراسة حديثة أن هناك رابطاً مباشراً بين الاكتئاب وآلام الظهر، وفي حين أن السبب العلمي وراء هذا الأمر غير واضح بعد ويحتاج لمزيد من التقصي، إلا أنه يعتقد أن حدوث التهابات بالجسم قد تكون مسؤولة بشكل ما.
رابعًا: الشعور بالإرهاق والتعب المزمن: يعد الشعور بالتعب الجسدي من الأعراض الشائعة للاكتئاب، حيث يشعر المصابون بالمرض بالإرهاق والإنهاك وعدم وجود طاقة للقيام بأي شيء، كما قد يعاني المصابون من مشاكل النوم التي تجعلهم لا يشعرون بالراحة مع استمرار التعب بعد النوم طوال الليل، وبسبب تعدد الأسباب المؤدية إلى التعب من الضغوطات والإرهاق الناجمين عن ممارسة الأنشطة اليومية، فإنه من الصعوبة تشخيص التعب الناتج عن الاكتئاب، لذا يوضح الخبراء أن ما يميز التعب الجسدي الناجم عن الاكتئاب أنه غالباً ما يكون مصحوباً بالشعور بالحزن، وفقدان الرغبة والاستمتاع أثناء ممارسة الأنشطة المختلفة، كما أنه يؤدي إلى الانفعال، ومشاكل بالتركيز، والشعور باللامبالاة.
خامسًا: آلام المعدة والقولون: ففي حال زيادة الشعور بآلام البطن لدى التعرض للقلق والضغوط، قد يكون هذا من علامات الاكتئاب، كما تشير بعض الأبحاث إلى أن الشعور بعدم ارتياح المعدة، كما في المغص والانتفاخ والغثيان، قد يكون علامة على عدم التمتع بصحة نفسية جيدة، ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك هو أن الاكتئاب قد يتسبب في، أو يكون ناجماً عن التهاب الجهاز الهضمي، كما أن هناك رابطاً بين صحة الجهاز الهضمي والصحة النفسية، لذا ينصح باتباع نظام غذائي صحي متوازن لتجنب التهاب المعدة وتحسين الحالة المزاجية أيضاً.
اقرأ أيضا:
أغبياء لكنهم بارعون في تسويق أنفسهم أمام الناس؟! اقرأ أيضا:
ابني بطيء في الكتابة مع أنه ذكي وسريع الاستيعاب.. ما الحل؟