عزيزي المسلم، مثلما يكون من الصعب أحيانًا أن تتعامل مع إنسان بسبب كذبه.. أحياناً أخرى أيضًا يكون من الصعب جدًا أن تتعامل مع إنسان من كثرة صدقه !

وذلك لأن الشخصية الصادقة الحقيقية، تكون قوية جدًا .. شفافة جداً .. تعرف كيف تقرأك من داخلك أكثر مما تقرأ أنت نفسك !

الشخصية الصادقة الحقيقية.. إحساسها بكل شيء عالٍ جداً ربما أكثر من الطبيعي .. وبالتالي مشكلتها أنه لن ينفع معها أن (تضحك عليه بكلمتين )!.. لكنه قد يمر الأمر ويظهر لك أنك نجحت في استغفاله، ذلك لأنه لا يحب أن (يكسف أحدهم).. لكنه يعلم تمامًا ما تفعل وماذا تريد جيدًا.

الصدق والرحمة

الشخصية الصادقة الحقيقية.. صِدقها علمها الرحمة والمغفرة .. لأنها توقن بأن النفس البشرية ضعيفة وخطاءة .. فتظهر لك وكأنها هشة .. مغلوبة على أمرها .. قليلة الحيلة !

الشخصية الصادقة الحقيقية.. سهل جداً إرضاءها وصعب جداً إرضاءها !!.. لأنها لن ترضى سوى بالحقيقة .. بالصدق .. الصدق بمعاييره الحقيقية، وليس مجرد الصدق الذي عكسه كذبة من الممكن أن تتوب منها !

الصدق الذي يولد القوة والرحمة والعزة والثقة .. الشخصية الصادقة الحقيقية.. لغة التواصل معها هي لغة المعايير والمبادئ .. وفي نفس الوقت عندها القدرة أن تستوعب نقصك للمعايير والمبادئ بشرط واحد .. الصدق !

شرط التعامل مع الصادقين

التعامل مع الشخصية الصادقة الحقيقية، شرطه إجادة اللغة !

كثيرون وهم صغار يسألون لماذا الرسول الأكرم وصف بـ الصادق الأمين ؟ لماذا لم يكن القوي الرحيم مثلاً ؟.. وما ذلك إلا لأن الصدق هو منبع كل القيم والمبادئ النبيلة الطيبة.. فالصدق بكل تأكيد مطلبًا أساسيًا في حياة كل مؤمن.

وهو بلاشك رأس كل الفضائل، وعنوان الصلاح والفضل، لذلك أثنى الله تعالى على الصادقين فقال سبحانه: « وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ » (الحديد: 19).

هل تريد أن تعرف هل أنت صادقًا أم لا ؟

لابد أن تقيس درجة صدقك مع نفسك .. شرط أن تكون صادقًا حينما تقوم بهذا التقييم !!.. فلو كنت لست صادقًا بالتأكيد لن تعرف حتى طريقة القياس هذه !

نصيحة:

حينما تجد شخصية لغتها في التواصل هي الصدق وهو مفتاح شخصيتها .. ابتعد عنها !.. وإياك أن تتعامل مع مثل هؤلاء الناس إلا بعد أن تجيد هذه اللغة.. لأنهم سيتعبوك جدًا وللأسف أنت ستؤذيهم جدًا أيضًا.

اقرأ أيضا: