كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم يمشي مع الجدار، ولم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: "السلام عليكم" ، فإن أذن له وإلا انصرف، وذلك أن المنازل لم يكن عليها يومئذ ستو.
اخرج إليه فعلمه الاستئذان
وجاء رجل من بني عامر فاستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في البيت فقال: أأدخل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخادمه: "اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل السلام عليكم أأدخل؟" فسمع الرجل ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم أأدخل؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل.
وجابر رضي الله تعالى عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر دَيْن كان على أبي، فدفعت الباب فقال: «من ذا؟» فقلت: أنا، فخرج وهو يقول: «أنا أنا» كأنه يكرهه.
وبعث صفوان بن أمية رجلا في الفتح بلبن وأشياء أخرى، والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى الوادي، قال: فدخلت ولم استأذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ارجع فقل السلام عليكم أأدخل؟".
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاأما إنك لو ثبت لفقأت عينك
وقال أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه إن أعرابيا أتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتح من خصاصة الباب، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم سهما أو عودا محددا فتوخى الأعرابي ليفقأ عين الأعرابي، فذهب فقال: " أما إنك لو ثبت لفقأت عينك".
كما روى سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه أن رجلا اطلع من جحر في باب النبي صلى الله عليه وسلم، ومع النبي صلى الله عليه وسلم شيء يحكّ به رأسه فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك".
ويقول قيس بن سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنهما: زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فقال: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» ، فرد سعد ردا خفيا قال: فقلت: ألا تأذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذره يكثر علينا من السلام، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قضينا ما علينا".