كثير منا يظل يسأل الله عز وجل أمرًا من أمور الدنيا، ولكن يطول الأمر ولا يستجيب الله، فيسأل نفسه، لماذا لم يستجب؟.. وربما يصل الأمر لحد أنه يتخيل أنه دونًا عن كل البشر الذي لم يستجب الله له.. فييأس وتتوتر حياته وتضطرب أيامه، ولكن ماذا لو اطلع الغيب وعلم أن هذا الأمر تحديدًا لو استجاب الله عز وجل له، لخسر أيامه ودنيته كلها؟..
في الدعاء أمران هامان يجب أن يدركهما كل مسلم، الأول:
أنك لا تيأس من طول الوقت مهما تأخر، استمر في الدعاء والإلحاح، فلن ييأس الله منك، لكنه سيمنحك ما تطلب في الوقت المناسب إن أراد
الثاني: هو يعلم ما لا تعلمه، ومن ثم قد يكون هذا الأمر يسبب لك ضررًا كبيرًا وأنت لا تدري، فحينها لن يستجيب، ومع الوقت ستكتشف أن عدم استجابته كانت هي تحقيق الدعاء.. أي أنه أبعد عنك ما يسوءك دون أن تشعر.
لا تتعجل
أساس الدعاء والاستجابة له، أنك لا تتعدل الإجابة، فلطالما طلبت من قوي عزيز قدير، لابد أنه يعلم ما يسعدك ومتى وأين.. فانتظر ولا تيأس.
يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: «يستجاب لأحدكم ما لم يُعجِل يقول : دعوت فلم يستجب لي».. فلا تحزن ولا تستعجل لأنك إذا استعجلت تحقيق الدعاء، ثم يأست مع طول الفترة، فإن هذا يمنع إجابة الدعاء بالأساس، وعندها لاشك ستفقد الطلب الذي طلبته.
اقرأ أيضا:
أكثر ما يأكل الحسنات ويطرح بصاحبها في النار.. احترس من أكثر أمراض القلوبادخار الخير
الله عز وجل يدخر الخير لمن يريد، اجعل هذه الحكمة دومًا في بالك، وإياك أن تيأس، أو تردد ما يقوله البعض: دعوت فلم يستجب لي.. لأن الأمور لا تحسب هكذا، وإنما ترك الأمر برمته لله، يعني التسليم له سبحانه، ومن ثم اليقين في أنه سيستجيب وقتما يشاء، ولكن في الوقت الذي يرضيك..
يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « ما من رجل يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه بها إحدى ثلاث خصال : إما أن يعجل له دعوته - يعني يستجيبها له فى الدنيا - ، أو يدخر له من الخير مثلها يعني يعطيه حسنات يوم القيامة ، أو يصرف عنه من الشر مثلها ، قالوا يارسول الله ، إذاً نكثر ، قال : الله أكثر».