عزيزي المسلم، هل تعلم أن الله عز وجل يشتاق إلى عباده الطيبين، كما تشتاق أنت إلى من تحب.

يقول الإمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله: «وإن العبد ليغفل عن ربه حتى ينساه ، فيشتاق له ربه فيرسل من حبه بلاء يذكره به حتى يعود العبد يحب الله فيحبه الله فيرفع عنه البلاء ويرزقه رزقاً طيباً».

وهو ما يؤكده المولى سبحانه وتعالى في حديث قدسي، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه: يقول الله عز وجل: «طال شوق الأبرار إلى لقائي، وأنا إليهم أشد شوقا».. إذن فإن انقلبت عليك الدنيا، فلا تحزن فلربما اشتاق الله لسماع صوتك وأنت تناجيه.

كيف يشتاق الله إليك؟

لاشك أن الإنسان مهما كانت مكانته في الدنيا، فهو في النهاية مخلوق وعبد لله عز وجل، فكيف بالخالق القدير الجبار أن يشتاق لعبد مهما كانت درجته في الحياة؟.. يشتاق الله لعبده أن يسمع دعائه، وأن يقف بين يديه في صلاة نافلة في جوف الليل يسأله خيري الدنيا والآخرة، قال تعالى: «إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ».. هكذا بمنتهى السرعة، تعود إليه، تسأله أي شيء تراه يجيبك.. أليس هذا اشتياق وحب؟

يقول الله عز وجل في الحجيث القدسي: « ما غضبت على أحد كغضبي على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه في جنب عفوي ».. كأنه يريد أن يبلغنا أنه لا يمكن أن تتعاظم عليه مسألة أو ذنب اقترفته في دنياك وتريد أن يغفره لك.. لهذا أوحى الله عز وجل إلى نبي الله داود عليه السلام: « يا داود لو يعلم المدبرون عن شوقي لعودتهم ورغبتي في

توبتهم لذابوا شوقا إليً.. يا داود هذه رغبتي في المدبرين عنى فكيف محبتي فيً المقبلين عليً».

هل اشتقت إلى الله؟

إذن بالتأكيد يشتاق الله عز وجل وهو بذاته العليا، وهو من هو، إلى عبده الضعيف، ليس لحاجته إليه، حاشى الله، وإنما فقط ليسمع صوته يناجيه ويناديه، ويسأله أي مسألة كانت، فهو يشتاق إليك لصالحك وليس لحاجة له أبدًا، فهل أنت تشتاق إليه، مع كل ما تحتاجه منه؟.. انظر لهذا الحديث القدسي وتأمل ما فيه.

يقول المولى عز وجل: «يا ابن آدم خلقتك بيدي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعت إليً تبت عليك فمن أين تجد إلها مثلي وأنا الغفور الرحيم.. عبدي أخرجتك من العدم إلى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل.. عبدي أسترك ولا تخشاني، أذكرك وأنت تنساني، أستحي منك وأنت لا تستحي مني.. من أعظم مني جودا ومن ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له ومن ذا الذي يسألني ولم أعطيه.. أبخيل أنا فيبخل عليّ عبدي ؟».

اقرأ أيضا: