تمنح الصور الاستثنائية التي تم التقاطها بواسطة المركبات الآلية الروبوتية التابعة لوكالة "ناسا"، سكان الأرض أول نظرة على المريخ في أحدث فيديو فائق الدقة.

وفي مقطع فيديو مدته 10 دقائق تم نشره على موقع "يوتيوب" يشتمل على مناظر بانورامية لسطح الكوكب الأحمر، بما في ذلك الصحاري الشاسعة والكثبان الضخمة والنتوءات الصخرية المتناثرة والأرض المتشققة بالصخور المتعرجة.

وعمل هواة التكنولوجيا على ضبط الصور التي التقطتها وكالة "ناسا" على الكوكب الأحمر، وقامت قناة (ElderFox) الوثائقية بتحميل الفيديو على "يوتيوب" في 17 يوليو، وقد حقق أكثر من مليوني مشاهدة حتى الآن.

ويقول راوي الفيديو: "الصور في هذا الفيديو كلها حقيقية. تم التقاطها بواسطة مركبات ناسا المريخ مباشرة من سطح الكوكب. هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عرض لقطات المريخ بدقة 4K مذهلة".

ويصفه راوي الفيديو بأنه "التجربة الأكثر واقعية للتواجد على كوكب المريخ"، مشيرًا إلى أنه "تم إنشاؤه باستخدام صور رقمية تم التقاطها بواسطة ثلاثة مسبارات تابعة لـ "ناسا" هي: الروح والفرصة والفضول، وتم "دمجهما معًا".

المواقع الواردة في الفيديو تحمل أسماء تتضمن "الرأس الأخضر" و"سانتا ماريا كراتر" و "بيرنز كليف" و "مدخل وادي ماراثون".

وتلتقط بعض اللقطات أجزاء من المركبات التي كانت تسجل الصور، في حين أن البعض الآخر يحتوي على أقسام سوداء صغيرة تمثل مشهدًا لم يتم تصويره.

إحدى المشاهد - التي يسميها الراوي "أكبر فسيفساء تم تجميعها على الإطلاق" - تم إنشاؤها من أكثر من 1000 صورة تم التقاطها بواسطة مركبة (Curiosity) بين 24 نوفمبر و 1 ديسمبر 2019.

يقول الراوي: "كانت المركبة المتجوّلة تستكشف المنطقة المسماة" Glen Torridon "والتي تم تقديرها لاحتواء كميات كبيرة من الصلصال".

وأضاف: "الطين الموجود على المريخ يشير إلى وجود الماء في الماضي. عند هذه النقطة، في عام 2020، وجدت ناسا أدلة دامغة على أن المريخ كان يومًا كوكبًا مائيًا".

وتظهر سماء المريخ - وهي حمراء وضبابية - في الفيديو يتراوح لونها من الأصفر إلى الأزرق، والتي يقول الراوي إنها نتيجة "إعادة تلوين الصور التي قامت بها وكالة ناسا من أجل مساعدة الجيولوجيين في تحديد التكوينات الصخرية".

ويضيف الراوي: "تنتج هذه التقنية أيضًا صورة أكثر وضوحًا حتى نتمكن من رؤية المريخ بتفاصيل أكبر".

وعلى الرغم من أن مسباري "الروح" و"الفرصة" لم يعودا يعملان - نتيجة الوقوع في فخ الكثبان الرملية والعواصف الترابية الضخمة، - من المقرر أن ينضم "الفضول" إلى المريخ في العام المقبل بواسطة مركبة "المثابرة".

وأطلقت وكالة "ناسا" مركبات الروح (2004-2010) ، والفرصة (2004-2019) والفضول (2012 حتى اليوم) للبحث عن علامات على وجود حياة فوق سطح المريخ.

وعثرت المراكب الفضائية على أدلة على وجود الماء على سطح المريخ، وأن المريخ القديم كان لديه الكيمياء المناسبة لدعم الميكروبات الحية.