أخبار

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟

هل يصح صيام وصوم النفساء عند ارتفاع الدم قبل الأربعين؟

"جنة المحاربين ولجام المتقين".. هل سمعت هذه المعاني من قبل عن الصوم؟

4 كلمات لا تتوقف عن ترديدها خلال صومك

"إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".. هل سمعت بهذه المعاني؟

كيف تتغلب على رائحة الفم الكريهة أثناء الصوم؟

حافظ على صومك.. احذر "مؤذن الشيطان ومصايده"

5 أشياء تبطل الصوم وتوجب القضاء.. تعرف عليها

لماذا شرع الله الصوم.. هذه بعض حكمه

من هو "طبيب الغلابة" الذي أبكى رحيله الملايين؟

بقلم | عاصم إسماعيل | الثلاثاء 28 يوليو 2020 - 10:45 ص

نذر حياته لأجل الفقراء، لم يتاجر يومًا بآلام مرضاه، كما يفعل الكثيرون أدرك أن الطب مهنة إنسانية، قبل أن تكون وسيلة للتربح والثراء، ففاز بما هو أغلى وأثمن من كل كنوز الدنيا، حظي بحب الناس، وحسن السمعة والسيرة بينهم، وهي من محبة الله تعالى التي يقذفها في قلوب العباد.

فجر الثلاثاء، توفي الطبيب المصري الدكتور محمد مشالي، المعروف بـ"طبيب الغلابة"، عن عمر يناهز 76 عاما، إثر وعكة صحية مفاجئة.

جهاد عظيم لثمرة أعظم 


ولد الدكتور مشالي في محافظة البحيرة في عام 1944 لأب يعمل مدرسًا، وانتقل بعدها والده إلى محافظة الغربية وانتقل معه، واستقرت مع أسرته هناك، وتخرج من كلية الطب قصر العيني في القاهرة 5 يونيو 1967، وتخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات.


عمل في عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة المصرية في محافظات مختلفة، وفي عام 1975، افتتح عيادته الخاصة في طنطا، وتكفل برعاية أخوته وأبناء أخيه الذي توفي مبكرًا وتركهم له، ولذلك تأخر في الزواج، ولديه 3 أولاد تخرجوا جميعًا من كلية الهندسة.

وقد اشتهر باسم "طبيب الغلابة"، بعد أن كرس حياته في خدمة المرضى الفقراء؛ وكان يقدم الكشف بعيادته في مدينة طنطا مقابل 5 جنيهات، وزادت أخيرًا لتصل إلى 10 جنيهات، وكثيرًا ما يرفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء، بل ويشتري لهم العلاج في كثير من الأحيان.

نموذج حي لمعنى الإحسان 

كان رحمه الله يجسد نموذجًا حيًا لمعنى الإحسان، وهو أرفع مقامات الإيمان، التي لا يبلغها إلا من أراد أن يتقرب إلى الله بأفضل الأعمال، لم يبخل بعلمه، ناهيك عن أن يبخل بوقته وجهده من أجل أن يخفف عن آلام ومعاناة الآخرين، كان يشعر بمعاناة الناس ويعايشها عن قرب، فقرر بدوره أن يكون عامل تخفيف عنهم، لا أداة لمزيد من الضغط عليهم.
كان الزهد في الحياة باديًا على الطبيب الراحل، كان يكفيه أقل شيء يعتاش عليه، لم ينشغل كثيرًا بالجري وراء المال، وإنما سعى وراء قيمة أعظم وأسمى، وهي ابتغاء عظيم الأجر من الله.
عندما عرض عليه مبلغ كبير جزاء ما يقدمه من أفعال الخير رفض على الفور الحصول على مقابل ذلك.
وكان ذلك في إحدى حلقات برنامج "قلبي اطمئان"، عندما ذهب مقدم البرنامج إلى عيادة الدكتور مشالي، في مدينة طنطا، وأخبره: "أنا جاي من الإمارات، وليس معي غير 5 جنيهات وتكلفة الكشف 10 جنيهات، هل يمكنني أن آتي بعد أن يذهب المرضى وأدفع الخمس جنيهات"، فوافق الطبيب على الفور.
وعندما عرض عليه تقديم مساعدة مالية له، رفض "طبيب الغلابة"، قائلاً: "جميلك على رأسي، الناس غلابة وأنا نشأت فقير، والدي أوصاني بالفقراء خيرًا، وأنا مش عايز عربية 10 متر ولا عايز بدلة بمليون و10 آلاف، أنا زاهد، أنا أي حاجة بتكفيني، سندويتش فول وسندويتش طعمية بيكفيني".



وعندما أصرَ مقدم البرنامج على تقديم المساعدة بقوله: "إزاي ممكن أساعدك نساعد الفقراء؟"، رد الطبيب: "ممكن تروح تعمل تبرع في جمعية خيرية أو تتبرع لمؤسسة الملاجىء في شارع بورسعيد.. أنا مش موافق، أنا مش هنتقل من العيادة دي إلى أن يتوفاني الله، أنا ممكن أعمل عيادة تانية بس أنا سعيد بهذه.. بتقرب إلى الله بعمل الخير".


اللحظات الأخيرة في حياته


قال هاشم القماش، سكرتير عيادة مشالي، إن الأخير كان من أهم أمنياته أن يظل يخدم الغلابة حتى آخر يوم في حياته، والله قد حقق أمنيته؛ حيث ظل يعمل في عيادته واستقبل مرضاه بشكل طبيعي حتي التاسعة من مساء الأحد الماضي.

وأضاف، لصحيفة "الوطن"، أن عيادة طبيب الغلابه لأول مرة تغلق الإثنين بعد شعورة بإرهاق، ورفض نجله وزوجته ذهابه إلى العيادة، وطلبا منه الراحة، حتى توفى في الساعات الأولى من صباح اليوم.


ولفت "القماش" إلى أن وصية مشالي قبل وفاته هي أن تستمر أعمال الخير إلى الغلابة من خلال أسرته وأبنائه.
وقد نعاه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عبر حسابه على موقع "فيس بوك"، قائلاً: "رحم الله طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي، وأسكنه فسيح جناته، ضرب المثل في الإنسانية، وعلم يقينًا أن الدنيا دار فناء، فآثر مساندة الفقراء والمحتاجين والمرضى، حتى في آخر أيام حياته، فاللهم اخلف عليه في دار الحق، وأنزله منزلة النبيين والصديقين والشهداء. إنا لله وإنا إليه راجعون".



الكلمات المفتاحية

طبيب الغلابة محمد مشالي مصر

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled نذر حياته لأجل الفقراء، لم يتاجر يومًا بآلام مرضاه، كما يفعل الكثيرون أدرك أن الطب مهنة إنسانية، قبل أن تكون وسيلة للتربح والثراء، ففاز بما هو أغلى وأ