أخبار

رأيت النبي ودعا لي بالجنة وسعة الرزق؟

في قصة أصحاب الأخدود.. اعمل الخير وانتصر للحق واترك النتيجة على الله

الدعاء هو الحبل المدود بين السماء والأرض.. حصن نفسك بهذه الأدعية الجامعة

هل يجوز الذكر والدعاء عند الركوع أو السجود بغير المأثور في الصلاة؟

كان عندي حسن ظن كبير في ربنا لكن صُدمت بالواقع ماذا أفعل؟.. د. عمرو خالد يجيب

غير قادرة على الاستذكار وزاد الأمر مع قرب الامتحانات.. ما الحل؟

لماذا الإنسان في الدنيا غريب.. غابت عنك هذه الحقيقة؟!

منزعج بسبب عدم صلاة خطيبتي فهل أفسخ الخطوبة؟

بصوت عمرو خالد.. ادعية جميلة من القرآن والسنة لمعفرة الذنوب وطلب العفو من الله

الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح.. فيمن نزلت الآية؟

كلمة تجلب لك الفشل وتبقي عليك في موضع الخيبة

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 02 سبتمبر 2020 - 01:35 م



لا يجد المرء مسوغًا للفشل وخيبة الأمل اكثر من أن يمني نفسه بالتسويف، فلا تجد على لسانه سوى كلمة "سوف" حال طالبته بإحداث انتفاضة التغيير من الأسوأ إلى الأفضل ونصحته بالبدء في إنجاز أحلامه التي يبرر العجز بتحقيقها من خلال هذه الكلمة اللعينة.

وتنبه النبي صلى الله عليه وسلم لخطورة هذه الكلمة وأثرها على الفرد والمجتمع المسلم، فقال (اغتَنِم خمسًا قبل خمسٍ: حياتَك قبل موتك، وصحَّتك قبل سقَمِك، وفَراغك قبل شُغلك، وشَبابك قبل هَرَمِك، وغِناك قبل فَقرِك).

وفي وصية حكيم عبد القيس عندما قالوا له أوصنا.. قال: احذروا سوف، وهي نفس وصية ثمامة بن بجاد السلمي حينما قال لقومه: أي قوم، "أنذرتكم سوف"!! سوف أعمل، سوف أصلي، سوف أصوم. وهي من أعظم الوصايا التي يوصى بها إنسان، ترك التسويف والمماطلة وتأجيل الأمور وتأخيرها عن وقتها.

خطورة التسويف


التسويف إيحاءٌ مُضِلٌ مِنْ إيحاءاتِ الشيطانِ، وهو جند من جنود إبليس، يغر به الإنسان ويمنيه حتى يجنح به إلى الفشل والهَوان، فهو ألد أعداء الزمن، هادم للعمر بلا فائدة، ومضيع للوقت بلا منفعة.

والتسويف هو المسئول عن الإخفاقات، والوقوف وراء الفشل .. لذلك يقول بعض أهل العلم: " من زرع "سوف" لابد وأن يحصد يوما "ليت".

وعن الحسن البصري رحمه الله: "إيَّاك والتسويف؛ فإنَّك بيومك ولست بغَدِك، فإنْ يكنْ لك غد، فكُنْ في غَدٍ كما كُنتَ في اليوم، وإنْ لم يكن لك غدٌ لم تندمْ على ما فرَّطت في اليوم".

 وعن قتادة بن أبي الجلد قال: قرَأتُ في بعض الكتب: إنَّ (سوف) جُندٌ من جُندِ إبليس. قال يوسف بن أسباط: كتَب إلَيَّ محمد بن سمرة السائح بهذه الرسالة: "أي أخي، إياك وتأميرَ التسويف على نفسك، وتمكينَه من قلبك؛ فإنه محلُّ الكلال، ومَوئِل التلف، وبه تُقطَع الآمال، وفيه تنقَطِع الآجال. وبادِرْ يا أخي فإنَّك مُبادَرٌ بك، وأسرع فإنَّك مسروعٌ بك، وجِدَّ فإنَّ الأمرَ جدٌّ، وتيقَّظ من رقدَتِك، وانتَبِه من غفلَتِك، وتذكَّر ما أسلفتَ وقصَّرت وفرَّطت وجنيت وعملت، فإنَّه مُثبَت محصى، فكأنَّكَ بالأمر قد بغتَك فاغتُبِطتَ بما قدَّمت، أو ندمتَ على ما فرَّطت.

وكان مالك بن دينار يقول لنفسه: ويحك، بادري قبل أن يأتيك الأمر، ويحك بادري قبل أن يأتيك الأمر. حتى كرر ذلك ستين مرة.

ولقد نَعَى القرآنُ الكريمُ أولئك الَّذين نَسُوا أنفسَهم فاغترُّوا بالأمانيِّ ولم يُقَدِّموا لأنفسِهم منْ صالحِ العملِ ما ينفعُهم في أُخْراهُم حتَّى اغتالَهم رَيبُ المَنُون، فقالَ الله عز وجل فيهم : {يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}.

اقرأ أيضا:

في قصة أصحاب الأخدود.. اعمل الخير وانتصر للحق واترك النتيجة على الله

المسارعة إلى التغيير والتوبة 


وحض القرآن الكريم على المسارعة بالتغيير والتوبة، يقول تبارك وتعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]. وقال: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} [الحديد: 21].

 ووصف خير عباده وأصفياءه من خلقه من الأنبياء والمرسلين بقوله: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا}.

ووصف الله أهل خشيته من ورثة جنته فقال: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون .......... أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} .

وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم «اغتَنِم خمسًا قبل خمسٍ: حياتَك قبل موتك، وصحَّتك قبل سقَمِك، وفَراغك قبل شُغلك، وشَبابك قبل هَرَمِك، وغِناك قبل فَقرِك»، يأمر بالمبادرة بالأعمال قبل تبدل وتغير الأحوال.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا: هَلْ تَنْظُرُونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ» (رواه الترمذي وقال حسن غريب).

وعن عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، إِيَّاكُمْ وَالتَّسْوِيفَ.. سَوْفَ أَفْعَلُ، سَوْفَ أَفْعَلُ".
لا تؤجب فعل الصالحات إلى الغد، لعل غدًا يأتي وأنت فقيد وأسوأ من ذلك عاقبة أن يكون التسويف والتأخير والتأجيل في التوبة، فإن شجرة المعاصي كُلَّما تجذَّرت في النَّفس صعُب اقتلاعها، وكلما زاد فعلها تمكنت من القلب جذورها، وصعب على النفس فراقها، ومن قال: أتوب إذا كبرت. قلنا وما يدريك أن تبقى إلى الكبر. فالعجب كلّ العجب مِمَّنْ يُسوّف التوبة ويُؤخِّرها، وهو لا يعلم متى ينزل به الموت.


الكلمات المفتاحية

خطورة التسويف المسارعة إلى التغيير والتوبة كلمة تجلب لك الفشل وتبقي عليك في موضع الخيبة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يجد المرء مسوغًا للفشل وخيبة الأمل اكثر من أن يمني نفسه بالتسويف، فلا تجد على لسانه سوى كلمة "سوف" حال طالبته بإحداث انتفاضة التغيير من الأسوأ إلى