لاشك أن جميع المسلمين، لو خيرتهم بشيء ينالونه في الدنيا والآخرة، لقالوا لك، أن يروا وجه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، لكن وما الذي يمنع من أن تتخيله، وأن تسرح في بهاء طلته وجمال بسمته، وهيبة شخصيته!؟..
فلو تخيلنا معًا كيف كان وجه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، لوضع كل منا صورة في خياله، يصل بها لأقرب صورة ممكن أن تكون لهذا النبي العظيم عليه الصلاة والسلام، وتقول السيدة حليمة السعدية متحدثة عن طفولة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «لم يكن لنا مصباح في الليالي المظلمة إلا وجهه».. هكذا كان، فكيف بالحقيقة؟!.. مؤكد أعظم جمالا وأفضل وسامة، وأرق طلعة، وأجمل طلة.. صلوا عليه وسلموا تسليما.
أجمل من القمر
لكي تتخيل وجه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، ليس في عالمنا الآن، سوى القمر ليلة البدر.. قف واسرح في جماله حينها، وفي ذات الوقت تخيل وجه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، لا يمكن إلا أن تقول مؤكد أنه كان عليه الصلاة والسلام أجمل وجهًا ونورًا من القمر، يقول جابر بن سمرة رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان - أي ليلة مضيئة مقمرة - وعليه حلة حمراء فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندي أحسن من القمر، كما تحدث سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض كأنما صيغ من فضة رجل الشعر.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاهو منا
لاشك أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، منا، فهكذا تحدث عنه المولى عز وجل فقال: «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ » (آل عمران: 164)، بل أنه ذكر محاسنه في آية أخرى، فقال سبحانه وتعالى: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ » (التوبة: 128).
مؤكد جميعنا في هذا الزمان، اشتم ريحة العنبر، أو المسك والطِيب.. هكذا كان ريحه صلى الله عليه وسلم، دون أم يمسه عطر، كانت ريح عرقه أجمل من الطيب والعطر، وقد تحدث عنه سيدنا أنس ابن مالك رضي الله عنه فقال: ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم.. صلوا عليه وسلموا تسليما.