في هذه الفترة للأسف كثر أناس باتت سماتهم أنهم يحرجون الناس، يردون على الابتسامة بسماجة، ويرفضون قول ولو كلمة طيبة واحدة ولو من باب جبر الخاطر، باعتبار أنه لا يفهم أو لا يعي.. ربما كان كذلك، لكن لماذا لا تكن أنت سمحًا طيبًا لا تخرج إلا طيبًا.. ألست بمسلم.. أولم تتبع سنة نبيك الأكرم صلى الله عليه وسلم؟.. إذا كانت الإجابة نعم، فاعلم أن نبيك الذي تفتخر باتباعه لم يحرج أو يصد إنسانًا يومًا البتة، بل أنه حتى في الصلاة لم يحرج أحدًا.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمع بين الصلاة في سفرة سافرها في غزوة تبوك ، فجمع بين الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء.. فقال سعيد بن جبير : فقلت لابن عباس : ما حمله على ذلك ؟ قال : «أراد أن لا يحرج أمته ».
لا تثقل على الناس
عزيزي المسلم، إياك أن تثقل على الناس، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، سهلًا لينًا لا يثقل على الناس أبدًا، يجالس الناس ويمازحهم أيامًا لا يعظهم فيها حتى لا يسأموا من كثرة المواعظ، ولم يكن أبدًا يحرج أحدًا، فإذا أراد أن ينبه على خطأ في جمع من الناس لم يذكر الفاعل باسمه بل قال (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا)، وكان وإذا اعتذر له أحد قبل عذره وتغافل عنه حتى لو لم يكن عذرًا حقيقيًا، وإذا أراد معاتبة أحد ابتسم له ابتسامة الغاضب فخفف عنه وطأة الكلام.
هكذا كان عليه الصلاة والسلام يخفف عن الناس في الصلاة ولا يطيل في خطبة الجمعة، وكان لا يطيل على أحد في زيارة أو مجلس، بل يمر مرورًا كريمًا ويتخفف، وكان أيضًا صلى الله عليه وسلم طيب الكلام، سهل المراس، لين الحديث، لا يعير أحدًا أو يحدثه بما يكره.. فلما لا تكون على نهجه مادمت تتبع سنته؟!.
اقرأ أيضا:
ما هي أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان؟.. تعرف على الإجابة من القرآنلا تتعجل الحكم على الناس
أيضًا عزيزي المسلم، إياك أن تتعجل الحكم على الناس، وبدلا من أن تحرجهم أو تتعجل في الحكم عليهم، ابتسم في وجوههم، فهذه كانت سنة نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وقد وصف الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنه كان ضحوكا بساما، وكان في بيته عليه الصلاة والسلام يمازح زوجاته ويداعبهن، ويستمع إلى حكاويهن، فقد تسابق مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فسبقته في المرة الأولى، وبعد مدة تسابق معها فسبقها، فقال لها: «هذه بتلك»، أي واحدة بواحدة.. ونحن نغضب غضبا شديدا لو طلبت منا زوجاتنا شيئا يسيرا!.. ونسينا سنته صلى الله عليه وسلم في جبر الخاطر والتبسم في وجوه الناس.