احتل الخليفة الأول لأبو بكر الصديق رضي الله عنه منزلة عظيمة في الإسلام فهو أفضل البشر بعد الأنبياء والمرسلين.
فضائل أبو بكر:
أبو بكر الصديق هو أول من أسلم من الرجال، وقد سمى صديقًا لتصديقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة الإسراء، وهو صاحبه في الغار.
فإن أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم باقي العشرة ثم أهل بدر ثم أهل بيعة الرضوان ثم أهل الفتح ثم من جاء بعدهم من الصحابة رضوان الله عليهم.
وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة، ومن فضل عمر أو غيره من الصحابة على أبي بكر الصديق فقد أخطأ وابتدع ما لم يرد عليه دليل من كتاب ولا سنة، قال الإمام البخاري في صحيحه: باب فضل أبي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تتابعت الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال الله تعالى: إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا(التوبة: من الآية40)، فصاحبه هو أبو بكر رضي الله عنه بإجماع المفسرين، كما تميز رضي الله عنه بخصائص لا توجد في غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك شاركهم في مزاياهم وفضائلهم.
منزلة الصديق:
فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً. رواه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر. متفق عليه.
وقد ذكر العلماء أن من أنكر صحبة أبي بكر فقد كفر لتكذبيه للقرآن، وقد أمره صلى الله عليه وسلم أن يصلي بالناس فعرضت له عائشة عمر، وذكرت رقة أبي بكر وكثرة بكائه في الصلاة، فأبى صلى الله عليه وسلم إلا أمامة أبي بكر وهذا دليل على الرضا به خليفة من بعده، لأن الصلاة عماد الدين، وقد أجمع المسلمون على خلافته بعد الخلاف الذي ظهر من بعض الأنصار، فرضوا به خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل على فضله على سائر الصحابة، وقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر حين تشاجر مع أبي بكر: "هل أنتم تاركو لي صاحبي، إن الناس كلهم قالوا: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت".
هذا مع ما خصه الله به من السبق إلى كل ما يرضي الله ورسوله، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.