ألفاظ وتعبيرات القرآن الكريم تحتوي على دقة عظيمة في المعنى وبلاغة رفيعة مطلقة في التعبير عن المعنى، لدرجة أن اختلاف شكل حرف واحد في كلمة قد يغير المعنى.. وكيف لاوهي تنزيل من حميد مجيد.
دخل الدكتور قاعة المحاضرات فكان جهاز العرض فيه خلل لا يعمل فتم تغيير القاعة فعندما دخل احد الطلاب رأى كلمة (رحمت الله) مكتوبة على السبورة مستنكراً وجود هذا الخطأ اللغوي بين طلاب الجامعة.
فقال الدكتور: من يعرف الفرق بين رحمت الله و رحمة الله ؟
فقال معظم الطلاب انه خطأ إملائي !!
فقال الدكتور: الرحمة التي تأتي فيها التاء مربوطة أو مبسوطة (رحمت)
مفادها أنها رحمة بسطت بعد قبضها وأتت بعد شدة ودائما تكون *مضافة* مباشرة للفظ الجلالة عز وجل
مثــال :
بعد مرور السنين الطويلة، وتعدي الزوجة للسن التي تستطيع أن تحمل وتلد، وتعطي الذرية فيها تأتي البشرى لإبراهيمَ عليه الصلاة السلام وزوجِه.
قال تعالى : ( قَالُوۤا۟ أَتَعۡجَبِینَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ، عَلَیۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَیۡتِۚ إِنَّهُ، حَمِید مَّجِید )
وتأتي كذلك استجابة لدعاء زكريا عليه السلام بطلب الولد -
🌴قال تعالى :
( *ذِكۡرُ رَحۡمَتِ رَبِّكَ عَبۡدَهُ، زَكَرِیَّاۤ*)
ثم تأتى بعدها قصة وهب الله ليحي زكريا عليهما السلام.
وايضا قال تعالى :
(فَٱنظُرۡ إِلَىٰۤ ءَاثَـٰرِ رَحۡمَتِ ٱللَّهِ كَیۡفَ یُحۡیِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۤۚ إِنَّ ذَلِكَ لَمُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡء قَدِیر)
وتدل ايضا التاء المبسوطة على اتساع قدرة الله (ورحمتى وسعت كل شئ)
( *أَمَّنۡ هُوَ قَـٰنِتٌ ءَانَاۤءَ ٱلَّیۡلِ سَاجِدا وَقَاۤئِٕما یَحۡذَرُ الاخِرَةَ وَیَرۡجُو رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ )
أو هي رحمة موعود بها كما في قوله تعالى :
( *فَأَمَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُوا۟ بِهِۦ فَسَیُدۡخِلُهُمۡ فِی رَحۡمَة مِّنۡهُ وَفَضۡل وَیَهۡدِیهِمۡ إِلَیۡهِ صِرَاطا مُّسۡتَقِیما ).