أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

الإتقان مطلب إسلامي وإنساني.. يحقق الرفاهية ويبعدك عن الخسائر.. تعرف على أهم صوره

بقلم | محمد جمال حليم | الاحد 20 سبتمبر 2020 - 06:00 م

لا يمكن اعتبار الاتقان من رفاهيات الأمور لكنه لبها ولا يتم العمل إلا به، فبجانب كون الاتقان مطلبًا شرعيًا فهو أيضا ضرورية بشرية لتحقيق المكاسب واجتناب الخسائر المادية.

الاتقان سمة الحياة:
إن من يتدير حال الأمم في الأرض يجدها تختلف وتتابين باختلاف اتقان أفرادها فهؤلاء تقدموا لأنهم أتقنوا اعمالهم وهؤلاء تأخروا لأنهم أهملوا الاتقان فالتقدم والتأخر إذا يخضع لقانون لا يحابي أحدا هو الاتقان حتى ولو استخدمه غير المسلمين.
وقد استوعبت أمم كثيرة الدرس، فبعد فشل كثير من الأمم وتأخرها، أيقنت أن المكان والمكانة، والقيمة والقامة للعاملين المجدّين المتقنين، وصارت الصناعة المتقنة هي صاحبة البيع والشراء، والسحب والإقبال..
لذا فنحن معاشر المسلمين بحاجة ماسة إلى أن نراجع أنفسنا اليوم في مهامنا ووظائفنا وحرفنا وأعمالنا؛ نراجع لنترقّى ونتقدّم؛ فلا مكان ولا مكانة لإنسان تافه -يعيش عالة على غيره- بين الأمم المتقدمة -اللهم إلا التسوّل والخدمة والتبعية والاستعباد- وهذا مما لا يليق بحال من الأحوال بخير أمّة أخرجت للناس. فأتقن عملَك؛ -أخي المسلم- فإن الناقد بصير، فإن عملت العمل لنفسك عاد الخير عليك، وإن كان عائدًا على غيرك؛ فقد أشعت خيرك على غيرِك، وإن رآك غيرُك تتقن عملك يعلّم النّاس الإتقان والعودة إلى الدين  بتعاليمه السمحة.
غياب الاتقان:
إن غياب الاتقان يعني غياب قيمة كبيرة من حياة الناس وغيابها يجر على الجميع خسائر لا حصر لها؛ إذ تعود بالأثر السلبي والسيئ على الأفراد والمجتمعات، بل قل: على الإسلام نفسه، وهو بريء بالتأكيد من تقصير المسلمين. ومن بين آثار غياب الإتقان عن حياة المسلمين ما يلي:
 - الإساءة إلى الدين وتشويه صورته، وتسويق صورة سيئة عن المسلمين وبلاد المسلمين وإنتاج المسلمين، فتصير الصناعة الخاصة بنا رديئة، ومن ثمّ يساء إلى الدين الذي ننتمي إليه، ولا شك أن مسؤولون عن جزء كبير من هذا التسويق السيئ للإسلام.
-تأخر النصر والتمكين: فالنصر يا إخوة لا يتنزّل على الكسالى والخاملين، ولا يتنزّل على المُفَرِّطين؛ بل لا يتنزل إلا على العاملين المصلحين المُجِدِّين المُجيدين المحسنين، وصدق الله إذ يقول: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47] ومن أوائل صفات المؤمنين أنهم يعملون الصالحات، قال سبحانه: {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 57] والتفريط في العمل ظلم وإساءة.
- تسلّط أعداء الأُمّة على الأُمّة وأبنائها: فانظر -رحمني الله وإياك- إلى حال الغرب الآن، وكيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه -بعد أن كانوا يتعلمون من الأمّة وعلمائها يومًا من الأيام، ولكن استطاعوا أن ينهضوا ويطوّروا وينتجوا- استطاعوا أن يستغلوا الطاقات، ويوظفوها ويتقنوا أعمالهم بعد غفلة وفشل منهم، وصدق شيخنا الغزالي –رحمه الله- حين قال: «الناس رجلان: رجل نام في النوم، وآخر استيقظ في الظلام»... وبالمناسبة فإنّ تسلّط الأعداء على الاقتصاد أعطاهم قوة في التسلّط على القرارات السياسية والاجتماعية والأخلاقية والإعلامية والتجارية.
-التخلّف الحضاري وغياب التقدّم للمسلمين، ومن ثم التبعية للغير، والسير في ركاب الآخرين من الفائقين المتميزين.
- انتشار الفوضى، وفقدان النظام، ومن ثم شيوع الظلم والاستبداد وضياع الحقوق.
الإتقان في حياة الصالحين:
وبالنظر للصالحين لا سيما الأنبياء نجد الاتقان مجسدا في أقوالهم وأفعالهم ومن صوره ما يلي:
  - أمر النبيّ صلى الله عليه وسلّم بالإتقان حتى عند ذبح البهائم؛ «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ» [رواه مسلم في صحيحه]. فإذا كان الإتقان عند ذبح البهيمة مطلوبًا، فإن طلبه أشدّ -وأكثر طلبًا- عند القيام بأيّ عمل دينيًّا كان أو معنويًّا.. 
- أمر النبي صلى الله عليه وسلّم بالإتقان عند كفن الميت إذا مات، فقد ورد في صحيح مسلم –رحمه الله- «إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ»، فإذا كان الإتقان مطلوبًا عند كفن الميت، وعند دفنه في قبره -كما سبق في قول النبيّ: سووا لحد هذا- فإن طلب الإتقان في غيره أولى وأعظم.
وَجُلّ شرائع وشعائر الإسلام قد أمرت الشريعة فيها بالإتقان، على النحو التالي:
الوضوء: فها هو صلى الله عليه وسلّم بعد أن شرح هيئة الوضوء لأصحابه يخبرهم قائلاً: «هكَذَا الْوُضُوءُ فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا أَوْ نَقَصَ فَقَدْ أَسَاءَ وَظَلَمَ -أَوْ ظَلَمَ وَأَسَاءَ-» وهو حديث حسن صحيح رواه أبو داود في سننه.
والأذان: فلا يؤذِّن إلا الأندى صوتًا؛ ففي مسند الإمام أحمد، وفي سنن الدار قطني في حديث مشروعية الأذان: أنّ عَبْداللَّهِ بْن زَيْد أُرِيَ الْأَذَانَ فِي الْمَنَامِ , فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ:  «أَلْقِهِ عَلَى بِلالٍ», فَأَلْقَاهُ عَلَى بِلَالٍ, فَأَذَّنَ بِلَالٌ, قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَنَا رَأَيْتُهُ وَأَنَا كُنْتُ أُرِيدُهُ, قَالَ: «فَأَقِمْ أَنْتَ». وفي ذلك دلالة واضحة على احترام أهل الكفاءة المتقنة في مجالات التعبد... فكيف بمجالات الحياة العامة؟!!
والصلاة فلا يؤمّ الناس إلا الأتقن قراءة للقرآن، ففي الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجة، يقول النبي صلى الله عليه وسلّم لنفرٍ أسلموا حديثًا: "يَؤُمُّكُم أقرَؤُكم" وفي هذا دليل على احترام الإنسان المتقن قراءة وصلاةً وإن كان صبيًّا صغيرًا. وهذا الذي أسرع في صلاته ولم يتقنها أمره النبي بإعادتها مرة أخرى، وقال له: كما عند البخاري في صحيحه وعند مسلم أيضًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ المَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّ وَقَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» ثَلاَثًا، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي، فَقَالَ: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا» فها هو رسول الله يعلمه إتقان العبادة وحسن أدائها.

الكلمات المفتاحية

الاتقان صور الاتقان أهمية الإتقان الإسلام

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يمكن اعتبار الاتقان من رفاهيات الأمور لكنه لبها ولا يتم العمل إلا به، فبجانب كون الاتقان مطلبًا شرعيًا فهو أيضا ضرورية بشرية لتحقيق المكاسب واجتناب