كان الصحابة يتفاجأون بما يحدث حولهم، من فراسة النبي صلى الله عليه وسلم وفطانته، مع ما أكرمه الله من العلم اللدنّي عبر الوحي والرسالة.
ومن ذلك إخباره صلى الله عليه وسلم من حدث نفسه بأنه ليس في القوم أحد خير منه وما وقع في ذلك من الآيات.
يقول أنس رضي الله عنه : ذكروا رجلا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا قوته في الجهاد واجتهاده في العبادة، فإذا هم بالرجل مقبل.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني أرى على وجهه سفعة من الشيطان».
فلما دنا سلّم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل حدثت نفسك بأنه ليس في القوم أحد خير منك؟» قال: نعم، ثم ذهب فاختطّ مسجدا، ووقف يصلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يقوم إليه فيقتله؟».
فقام أبو بكر، فانطلق فوجده يصلي، فرجع، فقال: وجدته يصلي فهبت أن أقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أيكم يقوم إليه فيقتله؟» فقام عمر، فصنع كما صنع أبو بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيكم يقوم إليه فيقتله؟» فقال علي: أنا قال: «أنت إن أدركته» ، فذهب فوجده قد انصرف.
فرجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا أول قرن خرج من أمتي لو قتلته ما اختلف اثنان بعده من أمتي» .
ومن عجائب ما كشفه الرسول صلى الله عليه وسلم من مكنونات النفس أن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: من أنت؟ قال: «أنا نبي» ، قال: وما نبي؟ قال: «رسول الله» ، قال: متى تقوم الساعة؟ قال: «غيب، ولا يعلم الغيب إلا الله».
قال: أرني سيفك، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم سيفه، فهزّه الرجل، ثم رده عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما إنك لم تكن تستطيع ذلك الذي أردت» ، قال: وقد كان.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا أقبل، فقال: آتيه، فأسأله ثم آخذ السيف، فأقتله ثم أغمد السيف» .
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها