لجنة الفتوي بمجمع البحوث الإسلامية ردت علي هذا التساؤل قائلة : إن الشرع الحنيف اعتبر رابطة الزواج ميثاقا غليظا، ووضع أساس العلاقة بين الزوجين وهو المعروف فقال تعالى {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [البقرة: 228] ،
اللجنة استدركت في الفتوي المنشورة علي الصفحة الرسمية لها علي علي الصفحة الرسمية للمجمع علي شبكة التواصل الاجتماعي " فيس بوك" مشسرة إلي أن "المعروف "اسم جامع لكل خير وبر ، فكل ما يحقق مصلحة الأسرة واستقرارها ، ويراعي مشاعر الطرف الآخر ويلبي حاجاته فهو من المعروف الذي أمر الله به، والدرجة هنا ليست للتسلط والقهر ،
وبحسب فتوي َمجمع البحوث قال ابْنُ عَبَّاسٍ: الدَّرَجَةُ إِشَارَةٌ إِلَى حَضِّ الرِّجَالِ عَلَى حُسْنِ الْعِشْرَةِ، وَالتَّوَسُّعِ لِلنِّسَاءِ فِي الْمَالِ وَالْخُلُقِ، أَيْ أَنَّ الْأَفْضَلَ أَنْ يَتَحَامَلَ عَلَى نَفْسِهِ ، قال الماوردي وهذا قول حسن بارع .
فتوي مجمع البحوث الإسلامية أشارت إلي أنه من الفهم المغلوط تفسير القرآن الكريم بالأهواء ، فقد جعل الله تبارك وتعالى للزوج القوامة على زوجته قال تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ } [النساء: 34] ، والقوامة ليست تسلطا ولا تعنتا ، بل هي رحمة وأمانة ،
الفتوي استدلت علي ذلك بما قاله الرازي حيث أوضح أن : معْنَى الْآيَةِ أَنَّهُ لِأَجْلِ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِلرِّجَالِ مِنَ الدَّرَجَةِ عَلَيْهِنَّ فِي الِاقْتِدَارِ كَانُوا مَنْدُوبِينَ إِلَى أَنْ يُوَفُّوا مِنْ حُقُوقِهِنَّ أَكْثَرَ، فَكَانَ ذِكْرُ ذَلِكَ كَالتَّهْدِيدِ لِلرِّجَالِ فِي الْإِقْدَامِ عَلَى مُضَارَّتِهِنَّ وَإِيذَائِهِنَّ، وَذَلِكَ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَتْ نِعَمُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَكْثَرُ، كَانَ صُدُورُ الذَّنْبِ عَنْهُ أَقْبَحَ، وَاسْتِحْقَاقُهُ لِلزَّجْرِ أَشَدَّ .
وبحسب فتوي مجمع البحوث الإسلامية فإن ما ذكرته السائلة من أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الزوجة بطاعة زوجها ومنعها من زيارة أبيها ومن شهود دفنه فلا أساس له من الصحة بل هو ظلم وقهر لا يليق بصاحب المروءة فضلا عن الدين .
واسدت الفتوي النصح للزوجين بتقوى الله تعالى، وتغليب المشاعر الإنسانية ، وعلى الزوج أن يتحلى بكرم النفس وحسن الخلق والمعاشرة بالمعروف فيسمح لزوجته ببر أبويها كما على الزوجة أن تُقدَّر له هذا ، ولا تفرِّط في رعاية بيتها، وعلينا أن نتذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :" والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تراحموا" ، وقهر النفوس وقطع العلاقة بين الزوجة وأبيها ليس من الرحمة في شيء لاسيما مع ظروف المرض.
اقرأ أيضا:
نعرف ثواب كفالة اليتيم.. فهل هناك ثواب لكفالة اللقيط أو مجهول النسب؟