أنا زوجة عمري 44 سنة ومشكلتي أن زوجي  الملتزم، المتدين، تسبب لي في صدمات كثيرة منذ زواجنا من 15 سنة، بسبب تصرفاته الغريبة المتناقضة وغير المسئولة، التي تصل أحيانًا للتلميحات الجنسية للمحارم، وملاحظة البعض من أصدقائه لتناقض تصرفاته مع الدين والأخلاق والشجار معه.

أنا حائرة ومتعبة نفسيًا .. وخائفة على نفسي وأولادي، خاصة أن زوجي عنيد وينكر كل ما يفعله، ولا يسمع لأحد، هل أطلب الطلاق أم ماذا أفعل؟

الرد:

مرحبًا بك يا عزيزتي..
بالطبع ما ذكرته يثر القلق، وضرورة التفكير في اتخاذ اجراءات تجاه ما يحدث لحمايتك أولًا وأولادك، واستنقاذ الزوج أيضًا.
هناك احتمال قوي بحسب ما ذكرته أن يكون لزوج مصابًا باضطراب نفسي ما لا يمكن معرفته وتحديده بدون تشخيص من طبيب متخصص، ومسالة اصطحابه للطبيب تبدو بالفعل صعبه نظرًا لما ذكرته من كونه عنيد، وينكر، وهذا أيضًا من علامات المرض والاضطراب، إذ أن المريض لا يعترف غالبًا كونه غارق منذ فترة طويلة في اضطرابه النفسي ما يعني التماهي معه، وزيادة الأعراض كلما تقدم في العمر.
ستحتاجين بلاشك إلى قدر كبير من الذكاء والحيلة، ويمكن أن تذهبي أنت وحدك في البداية أو بصحبة أحد أفراد العائلة للطبيب لمساعدتك بوضع خطة تصلح لإقناع زوجك بالذهاب للطبيب.

اقرأ أيضا:

انفصلت عن زوجي 12 مرة وعدت لحبي له ولا زلت أعاني معه.. ماذا أفعل؟

والآن، ماذا عنك وأولادك؟
عزيزتي، أنت وحدك من يستطيع التقرير عما إذا كنت قادرة على تحمل اضطراب الزوج والتعامل معه أو لا.
وواجبك هو حماية نفسك وأولادك من أن تتسبب هذه التصرفات في الحاق الأذى والإضرار بكم.
أنت بحاجة على وعي كبير، ويقظة وانتباه، وأنت لم تذكري أعمار أولادك، هل هم أطفال صغار، أم كبار من الممكن أن نتحدث معهم عن أن والدهم متعب قليلًا ولكنه لا يدري أنه متعب وبحاجة لعلاج لذلك تصدر منه مثل هذه التصرفات.
لم تذكري شيئًا عن مؤهلك الدراسي، وهل أنت امرأة عاملة، لديك دخل مستقل أم ماذا، فتأمين حياتك وأولادك اقتصاديًا من أول وأهم وسائل الحماية من أي ضرر حالي أو مستقبلي، خاصة إذا لم يتعالج الزوج.
عزيزتي..
كل المشكلات الزوجية من الممكن حلها، وحفظ الأسرة في شكلها التقليدي، بشرط ألا يكون أي شريك "ضحية"، قادر على العطاء، وقادر على التربية لأولاده، ورعايتهم، ورعاية نفسه، قادرًا على الحياة، غير فاقد لطاقته، وسلامة النفسي،  فهل أنت في ظل هذه الأوضاع قادرة على ذلك، هل أنت هكذا؟!
أم أنك تشعرين بالنزف لروحك، وطاقتك، وحياتك؟!
أنت الوحيدة القادرة على الإجابة، ومن ثم اتخاذ القرار بالبقاء في العلاقة مع زوج مضطرب نفسيًا أو لا .
تفاصيل العلاقة، وتفاصيل ظروفك، وسمات شخصيتك، وقدراتك، ومهراتك، وذكاءك الوجداني، كلها عوامل ستدلك على الإجابة، والحل.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اقرأ أيضا:

افتقدت الحب منذ الصغر وارتكبت أخطاءً كثيرة بسبب ذلك فهل سيغفر الله ذنوبي ويرجع لي حبيبي لأتزوجه؟

اقرأ أيضا:

المشكلات بيني وبين خطيبي جعلت أهلي رافضين للزيجة وأنا أحبه.. ماذا أفعل؟