يقول الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنه،: جمعت القرآن وقرأته في ليلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني أخشى أن يطول عليك الزمان وتمل قراءته» ، ثم قال: «اقرأه في شهر»، قلت: يا رسول الله، دعني استمتع من قوتي وشبابي.
قال: «اقرأه في عشرين» ، قلت: يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي، قال: «اقرأه في سبع» ، قلت: يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي، فأبى.
كلامه ومواعظه:
قال عبد الله بن عمرو وجدت مكتوبا في التوراة: من تجرأ فجر، ومن حفر حفرة سوء لصاحبه وقع فيها.
وقال: إن إبليس موثق في الأرض السفلى، فإذا تحرك كان كل شر على الأرض بين اثنين فصاعدا من تحركه.
وقال: من سئل بالله فأعطى كتب له سبعون أجرا.
وكان يقول : نعم الخيرات الثلاث: اللسان الصدوق، والقلب التقي، والمرأة الصالحة، وبئس الشرات الثلاث: اللسان الكذوب، والقلب الفاجر، والمرأة السوء.
وقال: لئن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة أحب إلي من أن أكون عاشر عشرة أغنياء.
وكان أيضا يقول: دع ما لست منه في شيء، ولا تنطق فيما لا يعنيك، واخزن لسانك كما تخزن ورقك.
اقرأ أيضا:
خباب بن الأرت سادس من أسلموا.. هكذا صبر ولم يعط الكفار ما سألواقصته مع زوجته:
يقول عبد الله بن عمرو، رضي الله عنه : زوجني أبي امرأة من قريش، فلما دخلت عليّ جعلت لا أنحاش لها لما بي من الحرص على العبادة.
فجاء عمرو بن العاص إلى كنّته، فقال: كيف وجدت بعلك؟ قالت: كخير البعولة، من رجل لا يفتش لنا كنفا، ولم يقرب لنا فراشا.
فأقبل أبي عليّ فعزمني، وعضّني بلسانه، وقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب ففعلت ما فعلت، ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني.
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلي فأتيته، فقال لي: «أتصوم النهار؟» ، قلت: نعم، قال: «أفتقوم الليل؟» ، قلت: نعم، قال: «لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأمس النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني».
ثم قال: «اقرأ القرآن في كل شهر» ، قلت: إني أقوى من ذلك، قال: «اقرأ في عشرة أيام» ، قلت: إني أقوى، قال: «في كل ثلاثة، وصم في كل شهر ثلاثة أيام» ، قلت: إني أقوى من ذلك، فلم يزل يرفعني حتى قال: «صم يوما وأفطر يوما، فإنه أفضل الصيام، وهو صوم أخي داود» ، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «إن لكل عابد شرة، ولكل شرة فترة فإما إلى سنة وإما إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى بدعة فقد هلك».
يقول عبد الله: فأدركني الكبر والضعف حتى وددت أني غرمت أهلي ومالي وأني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل شهر ثلاثة أيام.
قال أهل التاريخ: توفي ليالي الحرة سنة ثلاث وستين، وقال: توفي بمصر.