قال مركز الفتوى بإسلام ويب: قد قرر أهل العلم أنه يجب على الولد -ذكرا كان أم أنثى أن يطيع والديه- فيما فيه مصلحة لهما، ولا مضرة على الولد منه.
وقد ذكر العلماء لوجوب طاعة الوالدين ضوابط، حاصلها ثلاثة:
الأول: أن يكون في غير معصية لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وغيره وصححه السيوطي.
الثاني: أن يكون لهما غرض صحيح من الأمر بترك المندوب والمباح أو الأمر بمقارفة المكروه.
الثالث: أن لا يكون في ذلك ضرر على الولد فيما أمراه به، وقد نص على هذا طائفة من أهل العلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين، وهو ظاهر إطلاق أحمد، وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر، فإن شق عليه ولم يضره وجب وإلا فلا.
وتابع مركز الفتوى قائلًا: ومعلوم فيما وسائل التواصل من أسباب الشر والفساد، ولا سيما في التواصل في غرف الدردشة، وما قد يكون من مخادعة لبعض الشباب، وتواصله مع الفتيات باسم مستعار، متظاهرا بأنه فتاة مثلهن، وذلك من أعظم أسباب الفتنة.
ولذلك فالذي يظهر لنا -والله أعلم- أن تخوف هذه الأم على ابنتها له ما يسوغه، وأن الواجب عليها طاعتها في ذلك، وعدم التواصل معك، ولو من وراء أمها، فَلْتُطِعْها حاضرة وغائبة.
ومنعها لابنتها حرصا عليها لا يعني أنها ترى أنك غير صالحة، ولكن الحاصل أن حالك مجهول عندها، ولا يعني ذلك أيضا أنها تمنعها من الكلام معك على وجه الخصوص، وإنما منعها عام في كل من لا تعرف شيئا عن حالهم، وربما لو كانت تعلم حالك وصلاحك لم تمنعها من مصادقتك أو محادثتك، فلا تحملي الأمر ما لا يحتمل.
وإذا كانت صديقتك هذه تعرفك جيدا، وأمكنها أن تقنع أمها بالموافقة على تواصلها معك؛ فالحمد لله، وإلا فدعيها وتواصلي مع من تعرفين من النساء الصالحات، ولا تحجري على نفسك واسعا.
اقرأ أيضا:
صلت وصامت على غير طهارة.. فما الحكم؟اقرأ أيضا:
احرص على هذه العبادات .. تسعد في دنياك وأخراك