وردت أيتا "أولئك يلعنهم الله " وأولئك عليهم لعنة الله "في سورة البقرة والأيتان رغم التشابه أو لنقل التطابق بينهما بين اللفظ والكلمات الإ أن المفسرين والمتخصصون في علوم القرآن رصدوا عددا من الفوارق بين الايتين
أول هذه الفوارق يأتي في الفعل يلعن فهو فعل يدل علي الحدوث والتجدد أما اللعنة فهي اسم والاسم يدل على الثبوت.
الفقهاء والمتخصصون رصدوا هذا الفارق في عدد من الآيات منها ما ورد في الآية الأول ىإِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُم ُاللّه يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ " فاللعنة تستمر ما داموا يكتمون ما أنزل الله وهم مازالوا أحياء.
ومن البديهي التأكيد أن هؤلاء المذكورين في الآية يكونون ملعونين ما داموالم يتوبوا وكتموا ما أنزل الله فيمايكون الغفران نصيبهم أما إذا تابوا عما فعلوا وأقروا بذنوبهم حيث يغفر الله لهم ولهذا جاء بالصيغة الفعلية "يلعنهم الله
أما الآية الثانية "إِنَّ الَّذِين َكَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِم ْلَعْنَةُاللّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" فالمذكوران في الآية هم الذين كفروا وماتوا أي هم أموات وقد حلّت عليهم اللعنة فعلاً وانتهى الأمر ولا مجال لأن يتوبوا بعدما ماتوا ولهذا جاء بالصيغة الاسمية في "عليهم اللعنة" لأنها ثابتة ولن تتغير لأنهم ماتوا على الكفر.
اقرأ أيضا:
وأنت تسعى لتحصيل الرزق.. ابتعد عن أمور واحرص على أخرىهذه الفوارق المذهلة بين يلعنهم الله وعليهم لعنة الله التي وردت في سورة البقرة تثبت أن القرآن الكريم يعلو ولا يعلي عليهم فهو مازال يذخر بالتحف اللغوية حتي في كلمات وآيات متشابهة ولكن وكما إجمع المتخصصون في القرآن الكريم علي انتفاء وجود تشابه تام بين كلمتين في القرآن الكريم
..