ينتج جسم الإنسان حوالي 100 مل من المخاط يوميًا - ما يعادل 6.5 ملاعق كبيرة، والذي يتم غسله في الغالب عبر الحلق إلى المعدة، بينما يخرج بعضه من خلال الأنف.
وأمضى الأطباء، سنوات في دراسة المخاط، وقسموه إلى سبع فئات لونية، والتي يمكن أن تشير إلى ما إذا كان شخص ما يعاني من عدوى أو حساسية أو حتى ما إذا كان يتنفس الكثير من الهواء الملوث.
قال الدكتور راج سيندواني، أخصائي الأذن والأنف والحنجرة في عيادة كليفلاند: "إذا تغير لون مخاطك، فأنت بحاجة إلى معرفة ما يحدث أيضًا".
لون المخاط
ويقول الخبراء إن المخاط يجب أن يكون لونه شفافًا، كدلالة على أنه ليس ثمة مشكلة صحية. لكن إذا تغير مظهره أو بدأ إنتاج المخاط بكميات أكبر، فقد يشير إلى وجود مرض كامن.
ويلعب المخاط الموجود في الأنف، وظيفة حيوية في الحفاظ على مجاري الهواء مفتوحة عن طريق حبس الغبار والمسببات للأمراض، مما يساعد على الاستمرار في التنفس بشكل طبيعي.
كما أنه يعزز جهاز المناعة، حيث يحتوي المخاط على أجسام مضادة يمكنها مهاجمة مسببات الأمراض، وترطيب الهواء الذي يتم استنشاقه، مما يمنع مجاري الهواء من الجفاف والتهيج.
ومن الألوان التي تثير القلق، يقول الأطباء إن المخاط الأبيض أو الكريمي أو الأصفر الفاتح يشير إلى أن الجسم يحارب نزلة برد أو عدوى فيروسية أخرى، حيث ينتج اللون الأبيض عن قيام خلايا الدم البيضاء بمحاربة الدخلاء المعديين.
عندما يصبح المخاط أكثر كثافة ويصبح لونه أخضر مصفر، فهذا يعني أن الجسم يحارب عدوى بكتيرية أو التهاب في الجيوب الأنفية.
في حين أن المخاط المحمر أو الوردي قد يشير إلى أن أحد الأوعية الدموية الصغيرة في الأنف انفجر في مرحلة ما وأن الدم قد جف الآن، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".
ويمكن أن يكون المخاط ذو اللون البني أيضًا علامة على التعرض المفرط للملوثات الجوية أو التدخين المفرط بينما يمكن أن يشير المخاط الأسود إلى أن الجسم يحارب عدوى فطرية خطيرة.
كمية المخاط
ويقول الباحثون أيضًا إن كمية المخاط الأنفي المنتجة قد تكون أيضًا علامة تحذيرية لمضاعفات خفية.
وإذا أنتج أنف شخص ما كمية كبيرة من المخاط، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود عدوى بكتيرية أو رد فعل تحسسي لحبوب اللقاح، مما قد يسبب إنتاجًا مفرطًا للمخاط من الأنف.
وفي حالات نادرة، يقول الخبراء إنها قد تكون أيضًا علامة تحذير مبكرة جدًا لمرض باركنسون.
وأحد العلامات المبكرة التي تظهر على مرضى باركنسون هو صعوبة استخدام العضلات في الأنف والحلق، مما يؤدي إلى تراكم اللعاب والمخاط في الممرات الأنفية، وفقًا لمؤسسة باركنسون.
المخاط ومرض الزهايمر
وقد يوفر تحليل المخاط أيضًا نظرة ثاقبة على مرض الزهايمر. وأظهرت الأبحاث أيضًا أن وجود بروتينات الأميلويد الزائدة في المخاط الأنفي قد يشير إلى أن الشخص يعاني من مرض الزهايمر.
ويعتقد أن مرض الزهايمر يحدث بسبب تطور لويحات الأميلويد وتشابكات تاو في الدماغ - والتي تلحق الضرر بالخلايا وتقتلها.
وتلتصق جزيئات بروتين الأميلويد ببعضها في خلايا الدماغ، مُشكّلةً كتلًا تُسمى لويحات. بينما تتشابك بروتينات تاو معًا في خيوط تشبه الألياف تُسمى تشابكات.
وتعمل اللويحات والتشابكات على منع قدرة الخلايا العصبية في الدماغ على إرسال الإشارات الكهربائية والكيميائية ذهابًا وإيابًا.
مع مرور الوقت، يؤدي هذا الاضطراب إلى تلف دائم في الدماغ، مما يؤدي إلى الإصابة بمرض الزهايمر.
وفي حين أنه لا زال من غير الواضح كيف ومتى تزداد كمية البروتينات الأميلويدية في مخاط الإنسان، فقد لاحظت الدراسات أن وجود البروتينات في المخاط الأنفي هو مؤشر حيوي واضح لمرض الزهايمر في الدماغ.
ونتيجة لذلك، لاحظ العلماء أن فحص السائل الأنفي في وقت مبكر للكشف عن البروتينات المحددة يمكن أن يساعد في إبطاء تقدم المرض عن طريق بدء العلاج في وقت مبكر.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث الجديدة إلى أن فحص السائل اللزج قد يظهر أيضًا ما إذا كان الشخص معرضًا لخطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
ووجدت دراسة أجريت في يوليو 2025 ونشرت في مجلة الحساسية والمناعة السريرية أن المدخنين لفترة طويلة الذين لديهم مستويات عالية من البروتين المسمى IL-26 في مخاطهم هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
وتوصل باحثون سويديون إلى أن ارتفاع مستويات البروتين في الرئتين والمخاط لدى المدخنين يعد علامة واضحة على ضعف وظائف الرئة وضعف القدرة على التنفس.