يرتبط صلاح الأمة ومستقبلها بصلاح أبنائها، وتنشئة أجيالها على طاعة الله ورسوله ﷺ، والاقتداء بصحابته، وتابعيهم من العلماء والمُصلحين.
وفي سبيل هذا ينبغي على الوالدين أولًا أن يدركا أن هذه التنشئة واجبة عليهم، وليست تفضلًا منهم؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا...}. [التحريم: 6]
وفي المقابل بحسب منشور لمركز الأزهر العالمي للفتوي الإليكترونية فليستبشر الوالدان بأن حسن تربيتهما لأولادهما من أسباب الفوز في الآخرة؛ فقد قال سيدنا رسول الله ﷺ عن صاحب القرآن: «وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذِه؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ، مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا». [مسند أحمد]
كذلك يجب علي الوالدين أن يدركا أهمية التربية، وليجتهدا في معرفة ما ينبغي أن يربوا عليه أولادهم، سواء أكان ذلك في الجانب الديني أو السلوكي أو غيرهما
ومن البديهي الإشارة إلي أن الأبناء أمانة في عنق آبائهم وأمهاتهم سيسألهم الله عنها يوم القيامة؛ فقد قال سيدنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...». [متفق عليه]
فيجب على الآباء أن يُحسنوا تربية أبنائهم، وأن يغرسوا قيم الإيمان والفضيلة في قلوبهم؛ قولًا وفعلًا، ومن غرس خيرًا وجد خيرًا، ومن وجد غير ذلك فهو نتيجة غرسه؛ قال ﷺ: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ...». "متفق عليه ومن قبله طبعا قال الله -عز وجل-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا...". [التحريم:]
وقال سيدنا علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، في تفسير هذه الآية: «عَلِّمُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمُ الْخَيْرَ». [مستدرك الحاكم]
وقيل: {قوا أنفسكم} أي اجعلوا لها وقاية بالتأسي به ﷺ في أدبه مع الخلق والخالق ... "وأهليكم" من النساء والأولاد وكل من يدخل في هذا الاسم؛ قوهم {ناراً} بالنصح والتأديب ليكونوا متخلقين بأخلاق أهل النبي ﷺ.].
ورُوي أَنَّ سيدنا رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ»]. بل وحثنا الفقهاء رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا، والحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
اقرأ أيضا:
هكذا كان يستعد الصحابة والسلف الصالح لاستقبال رمضان.. وسائل تعبدية وروحيةالمركز أطلق صرخة تحذير من التمادي في ضرب الطفل وإهانته الدائمان بزعم تربيته لا يخرجان للمجتمع إلا طفلًا مشوه المشاعر، قاسي الطبع، عُدواني السُّلوك، وإذا تأملنا سنَّة النبي ﷺ كلها لن نجد موقفًا واحدًا تعرَّض النبي ﷺ فيه لطفلٍ بضرب أو انتهار .. صلى الله على صاحب الخُلق الرفيع.