أنا مهندسة عمري 39 سنة، مطلقة وأعول طفلين، وأصبت منذ شهر بمرض مزمن، ومن وقتها أشعر بفقدان الطاقة للحياة، والحزن الشديد، ولا أدري ماذا أفعل ولا كيف أعول نفسي وأولادي، ما الحل؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي..
أسأل الله لك المدد والعافية والعزيمة والقوة على مواجهة المرض، والحياة.
هذا ما تحتاجينه يا صديقتي، ما احتواه هذا الدعاء أنت بحاجة إليه.
أنت بحاجة لرؤية بقية الحياة من حولك، بقية نفسك، ومن حولك، وعدم سجن نفسك ورؤيتك فيما أصابك من مرض.
صديقتي..
لاشك أن لديك، أهل، وأصدقاء، وجيران، وزملاء عمل، وزملاء دراسة، لاشك أن لديك علاقات طيبة، وصداقات، وكل هذا "عطاء"، كل هذا "مصادر دعم"، تحتاجين فقط للتفكير بهدوء وبشر في كيفية استثمارها لتشعري أنك "لست وحدك" وأن هناك من يحبك، ويدعمك، ويهتم بأمرك.
لديك أطفال يحتاجون للمال للإعاشة، لكنهم أنفسهم "رزق"، وهم يمنحونك مشاعر دفء، وحب، يمنحونك حضن صادق، وكلمات بريئة فطرية وطازجة، كل ما عليك هو الالتفات لهذا كله والاستمتاع به، والامتنان لوجوده.
صديقتي..
للإمتنان مفعول السحر على الحالة النفسية، فهو يغير الفكرة أو الأفكار السلبية التي تركز على المفقود، والمصاب، والعاجز، وتغير المشاعر، وعندما يحدث هذا التغيير في الأفكار والمشاعر، ستتغير تصرفاتك، وسلوكياتك، وستنطلقين للسعي بدلًا من الاستسلام والقعود والعجز، تمامًا كما يحرز شخص معاق بطولة رياضية صعبة على صحيح الجسد، وما ذلك إلا لتصديقه في نفسه، ويقينه في إعانة الله له.
فكري جيدًا يا صديقتي في هذه الكلمات، وسارعي لاستنقاذ نفسك والخروج بها من قوقعة التحسر على النفس، وانعدام الأمل.
أبشري..
نعم، أبشري يا صديقتي، وتذكري أنه لن يغلب عسر يسرين.
أبشري حتى يستطيع عقلك التفكير، والتخطيط، والعمل، بدون تشويش بسبب الألم، والحزن.
أبشري .. وتذكري أنك "مهندسة"، ومطلوب منك هندسة واقعك الحالي، وقبول ما حدث، على الرغم من الألم، اقبلي الواقع وألمه، حتى تجدين خارطة طريقك الجديد.
أبشري.. يأتك البشر واليسر.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟ اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟