كان عامر بن شرحبيل المعروف بالشعبي رضي الله عنه من تابعي أهل الكوفة، وسادات التابعين علما وعملا، مشهود له بالفضل بينهم.
فضله:
وعن فضله ومكانته يقول أحد معاصريه: أتيت البصرة فدخلت على الحسن البصري, فقلت: يا أبا سعيد مات الشعبي، فقال: " إنا لله وإنا إليه راجعون"، إن كان لقديم السن , كثير العلم، وإنه من الإسلام بمكان، ثم أتيت محمد بن سيرين , فقلت: يا أبا بكر مات الشعبي فقال: مثل ما قال الحسن.
وعن عاصم بن سليمان, قال: ما رأيت أحدا كان أعلم بحديث الكوفة والبصرة والحجاز والآفاق من الشعبي.
وقال الأصمعي: اجتمع الشعبي والشاعر المشهور الأخطل عند الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان فلما خرجا , قال الأخطل للشعبي: يا شعبي ارفق بي فإنك تغرف من آنية شتى وأنا أغرف من إناء واحد.
اقرأ أيضا:
للعالم والمتعلم.. نصائح ذهبية من الإمام عليكلامه الجيد:
قال الشعبي: إنما الفقيه من ورع عن محارم الله، والعالم من خاف الله.
وقال: ما ترك أحد في الدنيا شيئا لله إلا أعطاه الله في الآخرة ما هو خير له.
وكان يقول: يشرف قوم دخلوا الجنة على قوم دخلوا النار فيقولون: إنا كنا نعلمكم ولا نعمل به.
وقال الشعبي: ليتني لم أتعلم علما قط.. وددت أني أنجو منه كفافا لا علي ولا لي.
وقال الشعبي: كان عيسى بن مريم إذا ذكر عنده الساعة صاح وقال: لا ينبغي لابن مريم أن تذكر عنده الساعة فيسكت.
وعن الشعبي , قال: من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها.
وقال: البس من الثياب مالا يزدريك فيه السفهاء ولا يعيبه عليك العلماء.
ومن جميل كلامه : ما بكيت من زمان إلا بكيت عليه.
وقال أيضا: إذا اختلف الناس في شيء فانظر كيف صنع عمر، فإن عمر لم يكن يصنع شيئا حتى يشاور قال: فذكرت ذلك لابن سيرين , فقال: إذا رأيت الرجل يخبرك أنه أعلم من عمر فاحذره.
وقال الشعبي: إنما هلكتم حين تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس.
وقال الشعبي: ما كتبت سوداء في بيضاء قط، وما سمعت من رجل حديثا قط فأردت أن يعيده علي.
وقال الشعبي: أدركت خمس مائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الشعبي: إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل , والنسك، فإن كان عاقلا ولم يكن ناسكا، قيل: هذا أمر لا يناله إلا النساك، فلم تطلبه؟ وإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا، قيل: هذا أمر لا يناله إلا العقلاء، فلم تطلبه؟ .
وقال الشعبي: فقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحد منهما لا عقل ولا نسك.
وكان الشعبي يقول: ليست الأحلام في حال الرضا، إنما الأحلام في حال الغضب.