في وقت الأزمات يبحث الإنسان عن كل ما ينقذ به نفسه ويحل به عقده، فلو أن مريضاً خالف طبيبه في وصف الدواء لزاد المرض وزاد الألم عنده، فكيف بمن خالف رسول الله الذي قد نزل عليه الوحي ولم ينزل على غيره ورأى الجنة والنار ولم يرهما غيره وتكلم مع الله ولم يتكلم معه غيره (منا). قال تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور:63]
وقدوصف النبي صلى الله عليه وسلم السبيل الهادي لشفاعته يوم القيامة ونيل رضا الله سبحانه وتعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم"كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه:أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَتَى السَّاعَةُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: ما أعْدَدْتَ لَهَا قالَ: ما أعْدَدْتُ لَهَا مِن كَثِيرِ صَلَاةٍ ولَا صَوْمٍ ولَا صَدَقَةٍ، ولَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، قالَ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ.
وحينما سئل النبي من أسعد الناس بشفاعته - صلى الله عليه وسلم - ومن معه يوم القيامة؟
أجاب النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد ظننت أنه لا يسألني عن هذا السؤال أحد قبلك لما رأيت من حرصك على الحديث، يا أبا هريرة! أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصًا مخلصًا من قلبه.
وفي صحيح مسلم أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "لكل نبي دعوة مستجابة وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً".
فاتباع النبي صلى الله عليه وسلم صدقاً هم أشرح الناس صدراً وأهنؤهم عيشاً وأسعدهم حياة وأثبتهم قلباً وأسلمهم ضميراً ولو أصابهم من المحن والابتلاء ما أصابهم
والسبب في ذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكمل الخلق في كل صفة يحصل بها انشراح الصدر واتساع القلب لذلك قال الله: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ [الشرح:1] فعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره ولذة روحه ما ينال.
قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾ [النور:54].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما..".
الاعتصام بالسنة واتباعها عصمة من الضلال ونجاة من الفتن:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً كتاب الله وسنتي" [رواه الحاكم وصححه الألباني].
وقالصلى الله عليه وسلم في وصيته التي وصّى بها أصحابه: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ..”.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عمرَ يوماً فقال: يا رسول الله: لأنت أحب إلىّ من كل شيء إلا من نفسي.
فقال عليه الصلاة والسلام: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلىّ من نفسي فقال عليه الصلاة والسلام: الآن يا عمر.