صلاة الفجر من الصلوات الخمس المفروضة، التي لها ثواب خاص ربما يختلف عن ثواب باقي الصلوات الخمس، وإن كانت الصلاة كلها في ميزان واحد يوم القيامة، وهي صلاة جهرية لها سُنّة قَبليّة (أي صلاة السنة قبل صلاة الفرض) عدد ركعاتها اثنتان، تُصلّى في وقت دخول الفرض، وصلاة الفجر لها أجر عظيم فالمسلم يجاهد لذة النوم في ذلك التوقيت ابتغاء مرضاة الله ورحمته، فهي الصلاة الوحيدة التي يحتوي آذانها على الصيغة الإضافية “الصلاة خير من النوم” وهي أيضاً الصلاة التي شُرّع لها أذانين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وسُمّيت بصلاة الفجر نسبة إلى توقيتها ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث في مصلاه بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، فعن جابر بن أبي سمرة “أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا”. (صحيح مسلم)
والفجر نوعان فجر مستطيل وهو الفجر الأوّل أو الفجر الكاذب وفيه يحل الطعام للصائم أي السحور ويحرم عليه صلاة الفجر وعن سمرة بن جندب (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَا يمنعكم من سحوركم أذان بِلَال وَلَا الْفجْر المستطيل، وَلَكِن الْفجْر المستطير فِي الْأُفق”. رواه أبو داود والترمذي وحسّنه.
أما الفجر الثاني فهو الفجر المستطير أي المنتشر في الأفق وهو الفجر الصادق وفيه يحرم الطعام بالنسبة للصائم وتحل الصلاة وفي ذلك يقول جابر بن عبد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الفجر فجران؛ فأما الفجر الذي يكون كَذَنَب السرحان (أي يشبه شكله في السماء ذيل الذئب) فلا يحل الصلاة ولا يحرم الطعام وأما الفجر الذي يذهب مستطيراً في الأفق فإنه يحل الصلاة ويحرم الطعام”. أخرجه الألباني، صحيح الجامع.
وصلاة الفجر والعصر تسمى (صلاة البردين) والبردين مثنّى برد لأن الجو في توقيتهما يكون رطباً بارداً خاصة في الفجر وعن أبي موسى الأشعري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “منْ صلَّى الْبَرْديْنِ دَخَلَ الْجنَّةَ”. (متفق عليه) وهي أيضاً تعرف بصلاة الغداة لأنها بين الفجر وطلوع الشمس.
اقرأ أيضا:
ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاءعشر فوائد تحدث عنها النبي:
الفائدة الأولى :الدخول في ذمة الله تعالى ، عن جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {من صلى الصبح فهو في ذمة الله ، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء ، فانه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم }.
الفائدة الثانية: أجر قيام الليل ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {من صلى العشاء في جماعة ، فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة ، فكأنما صلى الليل كله }.
الفائدة الثالثة : براءة من النفاق ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .{ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ،ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ، ولقد هممت أنآمر المؤذن فيقيم ، ثم آخذ شعلا من النار فأحرّق على من لا يخرج الى الصلاة بعد}.
الفائدة الرابعة : النور التام يوم القيامة : عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{بشر المشائين في الظلم الى المساجد بالنور التام يوم القيامة }.
الفائدة الخامسة : شهود الملائكة له ، وثناؤهم عليه عند الله تعالى ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ،ثم يعرج الذين باتوا فبكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون :تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون } .
الفائدة السادسة :أجر حجة وعمرة اذا ذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ,عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة }.
الفائدة السابعة : غنيمة لا تعدلها غنائم الدنيا ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثا الى نجد فغنموا غنائم كثيرة ، فأسرعوا الرجعة فقال رجل ممن لم يخرج ما رأينا بعثا أسرع رجعة ولا أفضل غنيمة من هذا البعث ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :{ألا أدلكم على قوم أفضل غنيمة وأسرع رجعة ؟ قوم شهدوا صلاة الصبح ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت الشمس فأولئك أسرع رجعة وأفضل غنيمة }.
الفائدة الثامنة : اغتنام فضل سنة الفجر ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها } .
الفائدة التاسعة :النجاة من النار والبشارة بدخول الجنة ،عن عمارة بن رويبة رضي الله عنه قال ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :{لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها }.
الفائدة العاشرة : الفوز برؤية الله تعالى يوم القيامة ،عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ نظر الى القمر ليلة البدر ، فقال :{ أما انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته ، فان استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا }.
اقرأ أيضا:
دعوا الله بدون تكلف.. لن تتخيل جوائز السماء