مرحبًا بك يا عزيزي..
المرض النفسي، "مرض"، مثله مثل المرض العضوي، له علاج، ويتم الشفاء منه، وهو ككل وأي مرض ليس وصمة، وليس عيبًا، ولا خطرًا، الخطر الوحيد أن يكون الشخص مريضًا وينكر أنه مريض ومن ثم لا يسعى لعلاج، ولا يتم له الشفاء، بل يتفاقم مرضه، ويغرق فيه، ويصبح جزءًا لا يتجزأ من كيانه وشخصيته فيضر نفسه ومن حوله بالفعل.
ومرضك النفسي هذا يا صديقي ليس من الأمراض القاسية، المؤذية، فالأمراض النفسية أنواع ولكل نوع درجات، فأرجو أن تطمئن، وتطمئن نفسك.
أما الزواج يا صديقي، فهو قرار مصيري، تعلو فيه الاعتبارات الشخصية على أي اعتبارات أخرى تخص الآخرين من حولك، فيما يتعلق بالرفض والوصم الاجتماعي.
لذا، ابحث، وتعارف مع من تختارها، وتعامل مع مرضك النفسي كما تتعامل مع مرضك العضوي، فلو أنك مريض بالسكر مثلًا وهو من المراض المزمنة، أو القلب، وكلها أمراض مزمنة تؤثر على العلاقة الزوجية، والانجاب، إلخ ماذا ستفعل؟!
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟الطبيعي هو أن تتعارف "ثم" تخبر من اخترتها من ضمن التعارف بينكما بالأمر، لكنك لا تضعه في الـ"سي في " المقدم للزواج، فلو أنك التمست المساعدة من صديق للبحث عن عروس فليس منطقيًا أن تطلب منه اخبار من يرشحها لك أنها ستكون عروسًا لشخص مهندس مثلًا ويسكن في منطقة كذا ووالده يعمل كذا وعدد إخوته كذا ومرتبه كذا ومريض نفسي!!
ليس هكذا تورد الإبل يا صديقي!
تعارف، وامض في تعارفك، بدون عرض أخص الخصوصيات هذه في البداية، وعندما يحدث بينكما "قبول"، أخبرها، أخرج "قدس الأقداس" هذا، حينها، بعد القبول، بل واصطحبها معك لطبيبك لتتعرف على الأمر منه شخصيًا، وكيف تتعامل، وكيف تدعمك، فإن بقيت على قبولها لك بهذه "الكمالة"، إذا قبلتك "كلك على بعضك"، قبولًا تامًا، بميزاتك وعيوبك، فبها ونعمت، أو لن تقبل، ولا يعيبك هذا في شيء، وسيذهب كل إلى حال سبيله، وتعاود أنت البحث من جديد.
نعم، وهذا يحدث مع الجميع، سواء كان لديه مرض نفسي، أو عضوي، أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو.. أو.. أو.. إلخ.
هذه هي الحياة، وهذه هي العلاقات، وهذه هي الأنفس، باختلافاتها، وتنوعاتها، المهم أن "نقبل" أنفسنا، ونحبها، بكل ما فيها، ونقبل الآخرين، لا نخاف رفضًا ولا وصمًا .
أهم ما في الأمر ألا تخسر نفسك، وألا تشعر بالخزي أو الوصم، فكل هذا وهم اخترعته عقول البشر غير الناضجة، ولا الواعية، فلا تسمح له بالتسرب، ولا الترسب لديك سواء في أفكارك أو مشاعرك.
وفقك الله يا صديقي، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟