أخبار

أمر محرم بهذا الوقت في يوم الجمعة ويأثم جميع أطرافه.. احذر أن تقع فيه فتفسد جمعتك

سنة مهجورة.. ثواب عظيم ينتظرك يوم الجمعة إن حافظت على هذه العبادة

فضل اغتسال يوم الجمعة خاص بالمتزوجين فقط .. هل هذا صحيح؟

لها فضل عظيم وببركتها تبلغ ساعة الإجابة.. أذكار مأثورة ومستحبة في يوم الجمعة

كيف ترضى بقضاء وقدر الله؟.. اسمع قصة الخضر ولماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة

فيه ساعة إجابة: أفضل أدعية يوم الجمعة المستحبة والمستجابة كما لم تسمع من قبل

شباب بني إسرائيل.. عاص تشفع له الجبال.. وآخر يصلي على جنازته موسى

مرض نادر.. "الرجل المطوي" يرى أمه للمرة الأولى منذ 25 عامًا

"تهديد عالمي".. تحذير: سلالة جديدة من "سعال 100 يوم" مقاومة للأدوية واللقاحات

يغتال العقل أكثر من الخمر ويخدع العلماء.. ما لم تسمعه عن الطمع

هل الإنسان المتناقض مريض نفسي أم منافق؟

بقلم | أنس محمد | السبت 14 نوفمبر 2020 - 02:58 م



التناقض والتغيُّر هو الوضع الطبيعي للإنسان، فلابد أن تتناقض وتتغيَّر لكي تكون إنسان، وحتَّى يكون هذا التناقض والتغيُّر في صورة طبيعية؛ فلابد أن يكون على مراحل متباعدة لكي لا يُعد نفاقاً من الناحية الشرعية أو مداهنة من الناحية السياسية أو اضطراباً من الناحية النفسية، وهناك حديث نبوي قد يُستدل به على أن التغيُّر والتناقض جزء من طبيعة الإنسان، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُكثر من دعاء(يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك) فيستعين بالله لكي يعينه على الثبات على دينه ومعتقده.

 فقد لا يعجبك تناقض بعض الأشخاص ومواقفه، خاصة وأن هذا التناقض ربما يصل لدرجة من درجات النفاق التي حذر منها الشرع الشريف، وبارغم من ذلك يعد التناقض أول درجات التفكير، وأخر درجات الإيمان.

يصلي الإنسان ويصوم ويحج، ثم يرتكب بعض المعاصي والآثام، وربما يرتكب الإنسان عكس ما يدعو له، وربما يقول ما لا يفعله، وقد يكون سلوكه في الخفاء مغايرا لما يعلنه أمام الناس.

الصراع مع الأفكار


وقد يصيبنا الذهول عندما نتأمل في عقل الإنسان والصراع الذي يعيشه مع الأفكار والتحولات والتداخل في التأثير المتبادل بين ماضيه وحاضره ومستقبله، جميعها عوامل تُحتِّم على الإنسان أن يتغيَّر ويتناقض، ومن لديه مشكلة مع التناقض أو أنه لا يتناقض ولا يتغيَّر فهو إما جاهل أو مجنون، لذا نجد أن الجاهل والمجنون أكثر راحة من الإنسان المُتعلِّم، إلا أن الأمر ليس على إطلاقه، فقد يشقى الجاهل بجهله في حالات ويسعد في حالاتٍ أخرى، وكذلك الحال بالنسبة للمتعلَّم، وكما يقول المتنبي:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقلهِ

وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ

لذلك يقول النبي صلى الله عليه و سلم فيما عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه: (بادروا بالأعمال الصالحة، فستكون فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا)رواه مسلم.

ويقول الله سبحانه وتعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)الصف.

 إلا أن الآية الكريمة والحديث الشريف، ربما لا تقصد فيما دعت له، التناقض الفكري الذي يمر به الغنسان في حياته اليومية، بل قصدت الآية النفاق .

وفرق شاسع بين النفاق كما قلنا في سلوكيات الإنسان، وبين تناقض بعض مواقفه، نتيجة خلل الرؤية، أو عدم توازن الإنسان فكريا، أو مروره بحالة من الشتات أو الضعف ربما تؤثر على قراراته وأفعاله.

فهناك أفكار متناقضة قد تراودك خلال اليوم الواحد؟ كما تتناقض هذه الأفكار ربما مع أفعالك، ومع مشاعرك، فقد تستنكر كإنسان ظلم الإنسان، إلا انك ربما ترتكب هذا الفعل دون أن تدري أو نتيجة لقراءة نفسك بشكل حقيقي و محاسبتها.

اقرأ أيضا:

حتى لا تعيش دور الضحية.. كيف تتجاوز الخذلان وتقف مجددًا على قدميك؟

النفاق والتناقض الفطري


ولكي تعرف البون الشاسع بين النفاق والتناقض الفطري، فنحن نقسّم المعرفة وسلوكياتنا وعواطفنا عن بعضها البعض ونجزئها؛ في بعض مجالات الحياة، هنالك أفكار وسلوكيات مقبولة بينما لا تكون كذلك في مواقف أخرى، فقد ترى عالما أو داعية يقوم بإنتاج بحث وحلقة كاملة عن أهمية الصلاة والدعاء، وربما تكون هاتين العبادتين أول ما سقطهما فور عودته لمنزله متوجهاً لكيان غير مرئي.

لكن في سياق أخر، قد يعيش نفس الداعية هذه الحالة أمام الكاميرا، لأنها أصبحت من صميم عمله، الذي يؤمن به، ولكن ربما يهمل فيها هو نفسه كبشر قد يعلو إيمانه تارة وقد ينخفض تارة أخرى.

 فشتان بين عملك الذي تعمل به وأنت تحاضر في الجامعة كأستاذ في العلوم الشرعية عن أهمية الصلاة والصيام، والبعد عن التدخين، والعمل على طاعة الله، وبين كونك إنسانا حينما تخلع رداء العمل، وترتدي رداء الحياة، تمر بكل ما يمر به الإنسان من المتناقضات والمعاصي والشهوات التي لا تفرق بين إنسان وأخر.

يقول المحلل النفسي آدم فيليبس في كتابه "وعود، وعود" الذي صدر عام 2000، " نحن نحتاج للقدرة على اكتشاف تناقضاتنا وتقبّلها حتى لو حاولنا في بعض الأحيان التخلّص منها".

الكلمات المفتاحية

النفاق والتناقض الفطري الصراع مع الأفكار هل الإنسان المتناقض مريض نفسي أم منافق؟

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled التناقض والتغيُّر هو الوضع الطبيعي للإنسان، فلابد أن تتناقض وتتغيَّر لكي تكون إنسان، وحتَّى يكون هذا التناقض والتغيُّر في صورة طبيعية؛ فلابد أن يكون ع