بعد وفاة أولاده الذكور من السيدة خديجة رضي الله عنها، لم يرزق بولد سوى من السيدة مارية القبطية، وكانت ملك يمين للنبي صلى الله عليه وسلم ، والتي أهداها له المقوقس .
ميلاده:
فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنه إبراهيم وأمه هي مارية القبطية بنت شمعون، وقد ولد في ذي الحجة سنة ثمان بالعالية، في المدينة المنورة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم معجبا بمارية القبطية، وكانت بيضاء جميلة، فأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سليم بنت ملحان، وعرض عليها الإسلام فأسلمت فوطأ مارية بالملك، وحولها إلى مال له بالعالية، كان من أموال بني النضير، فكانت فيه في الصيف، فكان يأتيها هناك.
وكانت حسنة الدين وولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما فسماه إبراهيم، وعقّ عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة يوم سابعه، وحلق رأسه فتصدق بزنة شعره فضة على المساكين، وأمر بشعره فدفن في الأرض.
وكانت قابلتها سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت إلى زوجها أبي رافع، فأخبرته بأن مارية ولدت غلاما فجاء أبو رافع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبشّره فوهب له عبدا، وغار نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد عليهن حين رزق منها الولد.
يقول أنس- رضي الله تعالى عنه-: لما ولد إبراهيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصحابة حين أصبح، فقال: إنه ولد لي في الليلة ولد وإني سميته باسم أبي إبراهيم.
رضاعه:
حينما ولد إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنافست فيه نساء الأنصار أيتهن ترضعه وأحببن أن يفرغوا مارية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلمن من ميله إليها.
فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم بردة بنت المنذر من بني النجار وزوجها البراء بن أوس من بني النجار أيضا، فكانت ترضعه وكان يكون عند أبويه في بني النجار ويأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بردة فيقيل عندها ويؤتى بإبراهيم- عليه السلام- وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بردة قطعة نخل.
يقول أنس- رضي الله تعالى عنه- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع ابنه إبراهيم- عليه السلام- إلى أم سيف امرأة قين بالمدينة، يقال له: أبو سيف، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعته حتى انتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره، وقد امتلأ البيت دخانا، فأسرعت في المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهيت إلى أبي سيف فقلت: يا أبا سيف، أمسك، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبي فضمه إليه، وقال ما شاء الله أن يقول.
وروي أيضا عنه قال: ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إبراهيم مسترضعا في عوالي المدينة، فكان يأتيه ونجيء معه فيدخل البيت وإنه ليدخن قال:وكان مرضعته أمة فيأخذه فيقبله.