يتبادر إلى الذهن أن النبي كان له سرير كحال السرير اليوم، ولكن ما كان عليه كان في غاية البساطة، والتواضع، حتى إنه جعل سريره بعد موته نعشًا يحمل عليه الموتى طلبًا للبركة، فحمل عليه الخليفتان أبو بكر وعمر.
يقول أنس رضي الله تعالى عنه: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على سرير مرمول بشريط، تحت رأسه وسادة من أدم، حشوها ليف، ما بين جلده وبين السرير ثوب.
كما تقول عائشة رضي الله تعالى عنها : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سرير مشبك بالبردي، عليه كساء أسود.
وروى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه كان عنده سرير النبي صلى الله عليه وسلم، وعصاه، وقدحه، وجفنة، ووسادة حشوها ليف، وقطيفة ورحل، فكان إذا دخل عليه نفر من قريش قال: "هذا ميراث من أكرمكم الله تعالى به، وأعزكم به، وفعل وفعل" .
وعن تفاصيل وهيئة السرير تقول عائشة رضي الله تعالى عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وسط السرير، وأنا مضجعة بينه وبين القبلة، تكون لي الحاجة، فأكره أن أقوم، فأستقبله، فأنسلّ انسلالا.
ويقول أحد الصحابة رضي الله عنهم: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرسي- خلت قوائمه حديدا، وقعد عليه فجعل يعلمني مما علمه الله عز وجل.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهابعد الهجرة
كما تحكي السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها: كانت قريش بمكة وليس شيء أحب إليها من السُرر تنام عليها، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل منزل أبي أيوب،
قال صلى الله عليه وسلم: "يا أبا أيوب أما لكم سرير؟".
قال: لا والله، فبلغ أسعد بن زرارة ذلك، فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرير له عامود، وقوائم صاج، فكان ينام عليه حتى توفي، وصلّى عليه، وهو فوقه، فطلب الناس يحملون موتاهم عليه، فحمل عليه أبو بكر وعمر والناس طلبا لبركته.
وقد كان متاع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عمر بن عبد العزيز في بيت ينظر إليه كل يوم، وكانت إذا اجتمعت إليه الوفود أدخلهم ليروا تلك المتاع فيقول: هذا ميراث من أكرمكم الله تعالى، وأعزكم به.
وكان سريره صلى الله عليه وسلم مرملا بشريط، ومرقعة من أدم محشوة بليف وجفنة وقدحا، وقطيفة صوف، ورحى، وكنانة فيها أسهم.
وكان في القطيفة أثر عرق رأسه، فأصيب رجل فطلبوا أن يغسلوا بعض ذلك العرق ،فذكر ذلك لعمر فبرأ.