كان الصحابة على درجات متفاوتة من العلم، ولكن الفاروق عمر كان في الصف والمرتبة الأولى من الفتوى والعلم وحضور الذهن.
وافق أحكام التوراة:
ومنها موافقته كما في التوراة عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل يهودي إلى عمر بن الخطاب فقال: أرأيت قوله تعالى: " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ", فأين النار?
فقال: لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أجيبوه فلم يكن عندهم فيها شيء.
فقال عمر: أرأيت النهار إذا جاء أليس يملأ السموات والأرض? قال: بلى قال: فأين الليل?
قال: حيث شاء الله -عز وجل- قال عمر: فالنار حيث شاء الله -عز وجل-.
قال اليهودي: والذي نفسك بيده يا أمير المؤمنين, إنها لفي كتاب الله المنزل كما قلت.
اظهار أخبار متعلقة
موقف آخر:
قال كعب الأحبار يومًا عند عمر: ويل لملك الأرض من ملك السماء فقال عمر: إلا من حاسب نفسه.
فقال كعب: والذي نفسي بيده إنها لتابعتها في كتاب الله -عز وجل- التوراة، فخر عمر ساجدًا لله تعالى.
وعن ابن عمر أنه قال: ما اختلف أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شيء فقالوا وقال عمر, إلا نزل القرآن بما قال عمر.
وعن علي أن عمر ليقول القول فينزل القرآن بتصديقه، وعنه كنا نرى أن في القرآن لكلامًا من كلامه ورأيًا من رأيه.
اختصاصه بشهادة النبي:
شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله جعل الحق على لسانه وقلبه, وأن الحق بعده معه.
يقول أبو هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله قد جعل الحق على لسان عمر وقلبه".
وعن علي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرًّا، تركه الحق وما له من صديق".
وعن الفضل بن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "عمر معي وأنا مع عمر, والحق بعدي مع عمر حيث كان".
وعن علي قال: كنا نرى ونحن متوافرون أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أن السكينة تنطق على لسان عمر.