ذكر الله سبحانة وتعالى من الدلائل الواضحة علي قرب العبد من ربه ومحبته له، وأمر الله تعالى عباده بذكره وجعله باباً لرضاه، حيث قال في كتابه الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً" [الأحزاب: 41]، فالذكر سكينةٌ للنفس وطمأنينةٌ للقلب، به تنفرج الكروب وتُحلّ العقد، ويؤدي إلى محبة الله عز وجل،مصداقا لقوله تعالي "الا بذكر الله تطمئن القلوب " في تأكيد واضح عليأن ذكر الله هوصنو الاطمئنان في دليل لا يقبل الشك علي علوقامة ذكر الله .
ولذكر الله عديد من المناقب وفي مقدمته أنه يشكل إشارة قوية علي كسب رضا الله تعالى فضلا عن كونه سببا في ذكر الله لعبده؛ فإذا ذكر الله عبده، فإنه يتولّى شأنه، ويقضي حوائجه، ويلبيه عند ندائه، ويحفظه، ويكون في معيّته.
ولا يغيب عنا في هذا السياق أن ذكر الله فيه تنقية للقلب من شوائب الذنوب وأصدائها، وجلاء له من كل كدر، وطمأنينة وراحة حتى وقت الشدائد. أمان من عذاب الله تعالى. الدخول فيمن أظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
ومن الثابت القول أن الفلاح والنجاة في الدنيا والآخرةهم من الجوائز القيمة التي تنتظر العبد المؤمن الذي يداوم علي ذكر ربه فضلا عن أن الذكر يعد سببا في البعد عن الغفلة، وتذكر العبد لربه عندما يهمّ في فعل معصية. الحصول على المغفرة والأجر العظيم من الله عز وجل، وكذلك الوصول إلى الجنة.
بل أن لذكر يغسل الإنسان من أدرانه، فالذكر هو أول الطريق إلى الله تعالى، فإن الطريق في الحقيقة مقيد بالذكر والفكر "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} .
وبحسب الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق فإن الطريق إلي الله يستلزم الذكر ومن الفكر، والذكر قد يكون باللسان وقد يكون بالجنان -القلب-، وقد يكون بهما، إذن فعندنا في الشريعة برنامج كامل يستطيع المسلم أن يتبعه وأن يقوم به، وأن يسير عليه، برنامج كامل ليس فيه توهيمات، بل فيه تكليفات، أوامر ونواه،
وكما يؤكد الدكتور جمعة فعندما يأمرنا رسول الله ﷺ أن نستغفر الله، وهو يقول بأنه يستغفر الله في اليوم مائة مرة، عندما نصلي على النبي ﷺ ويقول: «من صلى عليَّ واحدة صلى الله بها عليه عشرًا، ومن صلى عليَّ عشرًا صلى الله بها عليه مائة، ومن صلى عليَّ مائة صلى الله بها عليه ألف».
هذه الأحاديث تبين فضل صلاة المؤمن على رسول الله ﷺ {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
جمعة أشار إلي ذكر معروف التسبيح "سبحان الله" والتحميد "الحمد لله" والتكبير "الله أكبر" والتهليل "لا إله إلا الله"، ومعروف الاستغفار،... إلى آخره، وهما برنامج يستطيع المؤمن أن يجعل لنفسه وردًا يوميًّا من الذكر، وهذا الذكر كما يكون باللسان وله ثواب، فإنه يكون أقوى إذا كان بالقلب مع اللسان، واستحضار القلب لذكر الله سبحانه وتعالى وذكر عظمته، إذا بدأنا بالذكر والفكر فإننا نكون قد بدأنا بالنور؛ ولذلك تحدث أنوار، أنوار في القلوب، وأنوار في العقول وتتفتح هذه العقول للهداية.
اقرأ أيضا:
أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنةومن المهم هنا الإشارة إلي أن لذكر الله عز وجلعديد من الصيغ منها التسبيح و التحميد التهليل كذلك التكبيرو الحوقلة؛ أي قول: لا حول ولا قوة إلا باللهو الاستغفار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وومن المؤكد أن التزام المسلمبهذه الصيغ يضمن له بعون الله تعالي الحصول علي أجرالذكر كاملا