أغلبنا إن لم يكن جميعنا يلفه الشوق ليل نهار إلى مكة، بلد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وحرم الله عز وجل الآن.. لكن يصعب على كثير منا للأسف الذهاب إلى هناك، إما لأجل قلة المال، أو بسبب انتشار فيروس كورونا مؤخرًا، والمخاوف والإجراءات المتعلقة بتلك المخاوف.. لكن هل من طرق أخرى من الممكن أن تأخذ بأيدينا إلى بلد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. بالتأكيد يوجد.. علينا فقط الانتباه قليلا.
بداية الشوق إلى مكة، ربما لم يخل منه عبد مسلم على الإطلاق، ألم يقل الله عز وجل على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام: «رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ».. إذن من البديهي أن نشتاق، لكن كيف نحقق الأمر على الحقيقة؟.
كيفية زيارة بلد الله الحرام
لزيارة بلد الحرام، علينا أولا أن نشغل قلوبنا بهذا الأمر ليل نهار، فالله عز وجل مطلع على القلوب وما يدور فيها، ولا يمكن له بحانه أن يخذل عبد مسلم اشتاق إلى زيارة بيته الحرام، وهو الذي يسع في بيته كل الناس من كافة الأطياف ومن شتى البقاع، قال تعالى: «فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ» ( آل عمران 97).
لكن لزيارة هذا البيت زاد.. وزاد الزيارة قبل المال والصحة والاشتياق، هي التقوى، قال تعالى: «وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى » (البقرة: 197).. إذن من البديهي أن يحدث لكل مسلم اشتياق لإتمام هذه الزيارة المحببة إلى قلوب الناس، لكن الله يختار من اشتاق وعمل، فليس فقط صاحب المال من يستطيع الزيارة، وإنما أيضًا لكل مشتاق رزق يعلمه الله ويتم له ما يريد.
اقرأ أيضا:
الكسل داء يبدد الأعمار والطاقات.. انظر كيف عالجه الإسلامخطف القلوب
من البديهي أيضًا أن تخطف مكة، قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض، لأن الله عز وجل يقول: «أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ » (العنكبوت: 67)، لذلك حينما اضطر رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج منها إلى الهجرة، وقف ونظر إليها من بعيد وقال قولته الشهيرة: «والله لولا أهلك أخرجوني منك ما خرجت»، فاللهم ارزق كل مشتاق زيارة بيتك الآمن، ولا تحرم مسلما واحدا من هذه الفرحة العظيمة يارب العالمين، فأنت الذي قلت وقولك الحق: «وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ » (الحج: 27).