غزوة العشيرة هي إحدى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن قليل من كتب السيرة تذكرها ، وقد وقعت في شهر جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة .
ولهذا فإن غزوة العشيرة من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم القليلة والمحدودة التي يجهلها الكثير من المتقدمين بل إن أبناء المنطقة لا يعرفون موقع هذه الغزوة، وتجاهلتها معظم كتب السيرة.
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في مائة وخمسين من المهاجرين يعترضون عيرا لقريش ذاهبة إلى الشام، فاستعمل على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد حسبما قال ابن هشام. وخرج في ثلاثين بعيرا يتعاقبونها.
فبلغ ذات العشيرة من ناحية ينبع فوجد العير فاتته بأيام، وهي التي خرجوا لها يوم بدر لما جاءت عائدة من الشام. وفيها: وادع بني مدلج من بني ضمــرة، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيدا.
وقد مكث في العشيرة مع أصحابه رضوان الله عليهم جمادى الأولى وليالي من جمادى الآخرة.
قال ابن إسحاق: فحدثني يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي، عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خيثم أبي يزيد عن عمار بن ياسر، قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام بها رأينا أناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم وفي نخل، فقال لي علي بن أبي طالب: يا أبا اليقظان هل لك في أن تأتي هؤلاء القوم فننظر كيف يعملون؟ قال قلت: إن شئت قال فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم. فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في صور من النخل وفي دقعاء من التراب فنمنا، فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله. وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها، فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب ما لك يا أبا تراب؟
لما يرى عليه من التراب ثم قال: ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟
قلنا: بلى يا رسول الله قال أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذه ـ ووضع يده على قرنه ـ حتى يبل منها هذه. وأخذ بلحيته.
قال ابن إسحاق: وقد حدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سمى عليا أبا تراب، أنه كان إذا عتب على فاطمة في شيء لم يكلمها، ولم يقل لها شيئا تكرهه إلا أنه يأخذ ترابا فيضعه على رأسه. قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى عليه التراب عرف أنه عاتب على فاطمة فيقول ما لك يا أبا تراب.
وما ذكره ابن إسحاق من حديث عمار مخالف له إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه بها مرتين مرة في المسجد ومرة في هذه الغزوة فالله أعلم.
مما يلفت الانتباه أن هناك آثارا لمسجد قديم يعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى فيه هو وصحابته رضوان الله عليهم وهو على تل صغير يشرف على قرية المبارك.
تاريخها: جماد الأولى 2 هجرية.
مكانها: العشيرة (أو ذو العشيرة).
موضع في منطقة ينبع كانت قرية عامرة بأسفل ينبع النخل ثم صارت محطة للحاج المصري وهي أول قرية مما يلي الساحل وقد اندرس هذا الموضع (يبعد تقريبا 120 كيلومترا عن المدينة).
قوات المسلمين: 200 راكب وراجل.
قوات العدو: بنو مدلج واحلافهم من بني ضمرة وقافلة تجارية لقريش.
هدف الغزوة: الوصول الى العشيرة على الطريق التجارية بين مكة والشام لاعتراض قافلة قريش الخارجة من مكة نحو الشام بقيادة ابو سفيان وهي نفس القافلة التي كانت السبب في غزوة بدر الكبرى.
أحداث الغزوة: افلتت القافلة قبل وصول المسلمين الى العشيرة، فأقام المسلمون بها شهرا ووادعوا بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ثم رجعوا الى المدينة.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهااقرأ أيضا:
الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصة