كان النبي صلى الله عليه وسلم من أكثر الناس تأدبا مع أصحابه رضي الله عنهم أجمعين، إذا رأى أمرا غير حسن لم يواجه به صاحبه، بل يتلطف حتى يبينه إليه مع حفظ كامل مشاعره.
يقول الصحابي أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه».
وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: "رأى
رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وجه رجل صُفرة فقال: لو أمرتم هذا أن يغسل هذه الصفرة، وكان لا يكاد يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه".
ورواه البخاري في الأدب بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قل ما يواجه الرجل بشيء يكرهه، فدخل عليه يوما رجل وعليه أثر صفرة، فلما قام قال لأصحابه: لو غير، أو نزع هذه الصفرة.
تقول السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن رجل شيئا لم يقل له: قلت: كذا وكذا قال: " ما بال أقوام يقولون كذا وكذا".
وروى أيضا سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حييا لا يسأل عن شيء إلا أعطى.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاووصفه هند بن أبي هالة رضي الله تعالى عنه فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خافض الطرف، معظم نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة.
وحكت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع شيئا فرخّص فيه، فتنزه عنه قوم.
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب، فحمد الله تعالى، ثم قال: " ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه؟ فو الله إني لأعلمهم بالله تعالى، وأشدهم له خشية".
وقالت أيضا : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياء من العواتق في خدورها.
ومن جميل أخلاقه أنه قال سبعون ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب فقام عكاشة بن محصن الأسدي فقال : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال : أنت منهم، فقام رجل آخر، فقال : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال سبقك بها عكاشة، ولم يواجهه بالقول : لست منهم، حفاظا لمشاعره.