مرحبًا بك يا صديقتي..
أقدر معاناتك، ومشاعرك، فمن حقك التألم لوجود كل هذه الاساءات النفسية في علاقتك الزوجية.
ولاشك أن هذه الاساءات الزوجية ستنسحب على حالة أطفالك، وشخصياتهم، واتزانهم النفسي، فالعلاقة الزوجية غير الصحية، الممتلئة بالمشكلات، والمؤثرة على طرفيها هكذا، تؤدي لشعور الأطفال بالاضطراب النفسي، وتخيل تصور خاطئ عن العلاقات، والعلاقة الزوجية، وعدم الشعور بالأمان.
لاشك أن غياب الحوار في العلاقة الزوجية، وعدم الاحترام للشريك، وعدم التشارك في التربية، ومراعاة المشاعر، واتخاذ القرارات الأسرية، من علامات مرض العلاقة وتشوهها.
عندما تمرض العلاقة يا صديقتي ولا نعالجها، نمرض نحن أيضًا، وهو ما حدث معك، الآن، فكل ما ذكرت هو من أعراض الاصابة بالاكتئاب.
الطرف الآخر ليس موجودًا أمامي ليقص هو الآخر ما لديه، وليس المطلوب من وجوده أن يبرر لللأخطاء، وإنما ليفصح هو الآخر عما في داخله، وعن المشكلة، وما يراه من أسباب تدفعه لهذه التصرفات، وهذه المعاملة، وإن كان لا شيء يمكن الرضى به كمبرر لإساءة، فعند وجود أسباب وأخطاء لابد من معالجتها، لا الرد عليها بالمثل، وهذا مقام "القوامة"، فالرجل الناضج، الحكيم، القوام، ومن منطلق المسئولية يسعى للحلول، وإطفاء الحرائق، لا ممارسة ما من شأنه زيادة اشتعالها، وتدمير العلاقة، والأسرة.
ما أنت محتاجة إليه يا صديقتي هو البحث عن مستشار/ة، أسري، زواجي، والجلوس معه/ا، حتى يتك معرفة تفاصيل أكثر عن الأمر، ووضع خطة للعلاج، اذهبي وحدك في البداية، وتناقشي مع المستشار/ة عن طرق اقناع الزوج بالحضور معك، فإن حدث فبها ونعمت، وإن لم يحدث فستضع معك المستشارة النفسية خطة علاجية متكاملة، حتى يمكنك استرداد صحتك النفسية أولًا التي أضعفتها العلاقة المشوهة والاساءات، ومن ثم التعامل الصحي مع مشاعرك، أفكارك، والعلاقة، واصلاح الأمر من ناحية الزوج أيضًا، ثم اتخاذ قرار بشأن الاستمرار في العلاقة الزوجية من عدمه، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.